وضعنا خطة أمنية جهوية لتأمين سلامة المدارس صهاريج ماء بمدارس المناطق الوعرة هذه استعداداتنا لاستقبال تلاميذ العائلات الليبيّة حاورته : رحمة الشارني « 100 مدرسة في تونس بلا ماء صالح للشرب اطلاقا.. نسّقنا مع وزارة الصحة لتفادي انتشار الامراض في الوسط المدرسي.. وزارة الفلاحة تعهدت بتوفير صهاريج مملوءة بالماء الصالح للشرب في مدارس المناطق الوعرة.. سنستجيب الى الضغط الايجابي الذي تقوم به النقابة بصعوبات تذكر وتأخير نسبي...تسجيل التلاميذ الليبيين في المدارس التونسية رهين استشارة الوزارة.. ادماج الطفل الليبي في المدارس التونسية يدخل في اطار اتفاقيات دولية.. هناك 5 مدارس ليبية في تونس العاصمة ونابل وصفاقس تعتمد نظام تعليم ليبي ومن شأنها استيعاب التلاميذ...قمنا بجميع الاستعدادات لتأمين موعد 15 سبتمبر للعودة المدرسية.. نسقنا تطبيق خطة امنية جهوية مع وزارة الداخلية لسلامة المرفق التربوي..» هذا بعض ما جاء على لسان السيد كمال حجام مدير عام التعليم الابتدائي خلال لقاء حواري مع «التونسية» وفي مايلي التفاصيل. في ما تتمثل استعدادات وزارة التربية للسنة الدراسية المقبلة؟
الاستعدادات للسنة الدراسية المقبلة بوزارة التربية بدأت منذ شهر ماي وقد تم تكوين لجنة تضم مختلف السادة المديرين العامين الذين لهم علاقة بالعودة المدرسية. وقد انطلقت هذه اللجنة في اشغالها تقريبا قبل نهاية السنة الدراسية الفارطة وتضاعفت وتيرة اعمالها منذ شهر جويلية. وقد عقدت هذه اللجنة جلسات عديدة في الوزارة مع مختلف السادة المندوبين الجهويين للتربية والفرق العاملة معهم وتهدف الى تدارس الوضعيات ذات الخصوصية لكل جهة ومدى استعدادها للعودة المدرسية على مستوى البنية التحتية والموارد البشرية والتجهيزات وحركة النُقل التي تفرضها المدارس وعدد التلاميذ وعدد الفصول. وتم التوصل مع السادة المندوبين الجهويين للتربية بعد دراسة الاوضاع المختلفة الى محضر جلسة يتضمن كل ما تم الاتفاق في شأنه وقد نصصنا على الصعوبات الموجودة وطلبنا من السادة المندوبين الجهويين ان يسعى كل شخص في اطار جهته جادا الى تلافي الصعوبات التي تحول دون انطلاق السنة الدراسية المقبلة. كما تمت دعوة السادة المندوبين الجهويين مرة اخرى الى تونس العاصمة ليشرف وزير التربية على الاجتماع وليتوقف عند اهم النقاط التي تهدف إلى أن يسعى كل مندوب جهوي الى توفير افضل الظروف لانطلاق السنة الدراسية المقبلة. كيف تعاملت وزارة التربية مع المؤسسات التربوية التي تعيش صعوبات كبيرة؟ نعلم ان المؤسسات التربوية تعيش صعوبات كبيرة جدا .نحن في هذه الآونة اهتممنا بالصعوبات التي لها علاقة بالعودة المدرسية وحاولنا ان نؤمنها بالشكل المطلوب وان تكون كل القاعات وظيفية ولا وجود لأي خطر يهدد أو يعرقل سلامة التلميذ عند دخول المدرسة يوم 15 سبتمبر. كما حاولنا ايضا بالاتفاق مع السادة المندوبين الجهويين بأن تكون الإحداثات الخاصة والتوسعات والصيانات بالمؤسسات التربوية جاهزة يوم 15 سبتمبر وهذه المسألة ليست بالسهولة التي نتصورها بل هناك مجهود كبير يقوم به السادة المندوبين الجهويين باعتبار أننا على اتصال مباشر معهم لنؤمن اكثر ما يمكن ظروفا ملائمة لانطلاق السنة الدراسية. كيف استعددتم لتأمين العودة المدرسية؟ كانت لنا العديد من الجلسات الوزارية مع السادة الوزراء الذين لهم علاقة بالشأن التربوي وانطلاق السنة الدراسية وكانت الجلسة الاولى مع وزير الداخلية واطارات سامية من وزارة الداخلية وفي هذه الجلسة نسقت وزارة التربية مع وزارة الداخلية لتأمين جميع المدارس من كل اعتداءات قد تطالها لا سيما الاعتداءات التي من شأنها ان تمس لا قدر الله السادة المدرسين والتلاميذ والمباني. وخلصنا الى خطة عمل مع وزارة الداخلية بتكوين لجان جهوية في كامل انحاء الجمهورية لتطبيق خطة أمنية جهوية لسلامة المرفق التربوي وحاليا السادة المندوبين الجهويين في تواصل مع الممثلين الامنيين في الجهة من اجل دراسة كل الاوضاع و كل المؤسسات التربوية التي نعتقد أنها مهددة اكثر من غيرها بالاعتداءات ليتم تأمينها من قبل وزارة الداخلية. هناك العديد من المدارس الابتدائية غير مزودة بأبسط المرافق العمومية على غرار الماء الصالح للشرب كيف تعاملتم مع هذه الوضعية؟ تنقلنا الى عين المكان اين تتواجد المدارس غير المزودة بالماء الصالح للشرب بإشراف وزير التربية ووزير الفلاحة وتدارسنا خاصة وضعية 100 او 150 مدرسة غير مزودة بالماء الصالح للشرب خلال جلسات تنسيقية بين الوزارتين. ونحن على علم بأن العديد من المدارس تشكو من عدم توفر الماء الصالح للشرب لكن نذكر بالخصوص 100 مدرسة لا يتوفر بها الماء الصالح للشرب اطلاقا تتواجد خاصة في المناطق الجبلية وفي الارياف والمناطق النائية وخرجنا بخطة عمل تعهدت بها وزارة الفلاحة بأن تسارع بأقصى ما يمكن لكي تزود هذه المدارس بالماء الصالح للشرب قبل موعد انطلاق العودة المدرسية ووعدت كذلك بوضع صهاريج مملوءة بالماء الصالح للشرب بالمدارس في المناطق الوعرة. انتشار الأمراض بين التلاميذ خطر يهدد نجاح السنة الدراسية المقبلة، كيف نسقت الوزارة لتفاديه؟
قمنا بجلسة تنسيقية مع وزارة الصحة واشرف على الاجتماع وزير التربية ووزير الصحة وتدارسنا في هذا الاجتماع كيفية تأمين عمل اجتماعي خاصة من الجانب الصحي لبعض التلاميذ وخاصة تلافي ما قد ينتشر في صفوف التلاميذ لا قدر الله من امراض معدية. وقد كان وزير الصحة متحمسا مع مجموعة من الاطارات السامية بوزارة الصحة لأن يكون جميع السادة المعنيين بالصحة المدرسية متواجدين بالمدارس لرعاية صحة التلميذ مع ضرورة العمل على ابعاد الفضلات من امام المدارس التي تعد سببا رئيسيا في انتشار الامراض. هل هناك تنسيق بين وزارة التربية ومختلف فروعها الجهوية وكيف ذلك؟ هناك تنسيق جدي بين الوزارة ومختلف فروعها ومؤخرا كلف وزير التربية كافة السادة المديرين العامين والمديرين بالوزارة بأن يخرجوا الى جميع الجهات و يعاينوا بصفة مباشرة مدى تقدم الاشغال ومدى استعداد كل مندوبية جهوية في مختلف انحاء البلاد لهذه العودة المدرسية واعد الفريق الذي خرج الى هذه الجهات تقارير جهوية ونحن بصدد التأليف بين هذه التقارير لتنظيم جلسة عمل وزارية لتفادي النقائص الجهوية. وفي البرنامج سنقوم بزيارة ميدانية ثانية سيؤمنها نفس الفريق الذي امن الزيارة الاولى والهدف من ذلك هو الاطلاع على مدى ما وصلت اليه الاشغال وتهيئة الظروف المناسبة لانطلاق السنة الدراسية. كيف تتعاملون مع الطرف النقابي في ظل التهديد المتواصل بالإضراب؟ نحن بصدد تنفيذ ما تم التوافق عليه بصعوبات تذكر في الواقع وبتأخير نسبي سببه ثقل الملفات الموجودة كما سنستجيب الى الضغط الايجابي الذي تقوم به نقابة المدرسين في التعليم الابتدائي والثانوي حيث سخّر الوزير مجموعة من الاداريين لإنجاز العمل الخاص بتنفيذ كل ما وعدنا به من الترقيات المهنية وضبط عدد الساعات التي سيؤمنها المدرس خلال السنة الدراسية 2014 –2015 وسيكون لنا نسبيا بعض التأخير لذلك نطلب من الطرف الاجتماعي تفهم هذه الوضعية ونحن جادون ونعمل بكل مسؤولية بأن نكون جاهزين الى عودة مدرسية موفقة لجميع التلاميذ. هل تم ضبط عدد التلاميذ الليبيين الذين جاؤوا الى تونس هربا من تردي الوضع الامني في بلادهم ؟ تعاملت وزارة التربية منذ أسابيع مع ملف التلاميذ الليبيين المتواجدين على ارض الوطن في اطار فرضية ممكنة هي ان هؤلاء الاطفال سيزاولون دراستهم في تونس في مفتتح السنة الدراسية المقبلة. نحن بدأنا في هذا الملف وقد جرى اتصال بين وزارة التربية ووزارة الداخلية من اجل ان تكون لنا احصائيات دقيقة عن عدد التلاميذ الليبيين الموجودين في تونس خاصة في الجنوب. ووزارة التربية من جهتها ارسلت مذكرة الى كافة المندوبين الجهويين لتذكيرهم بأن تسجيل التلاميذ الليبيين يبقى رهين استشارة وزارة التربية ورهين اتمام احصاء عدد التلاميذ الذين عبروا عن رغبتهم في مواصلة دراستهم بالمدارس التونسية. ومن هنا الى بداية الاسبوع الاول من شهر سبتمبر تكون لنا معطيات دقيقة واعتمادا على هذه المعطيات سنحاول ان نفكر في الآليات الممكنة لمزاولة دراستهم دون ان نثقل كاهل المدرسة التونسية والمدرسين. ويجب التذكير ان ادماج الطفل الليبي في المدارس التونسية يدخل في اطار اتفاقيات دولية تؤكد حق كل من يتواجد على ارض تونس في التعلم وبالتالي تونس ملزمة في هذا الاطار بأن توفر الظروف الملائمة لمواصلة تعليم التلاميذ الليبيين ونحن ساعون الى احترام هذه المواثيق الدولية ومجلة حقوق الطفل. هل ستتمكن المدارس التونسية من استقطابهم ان كانت اعدادهم كبيرة؟ هناك احتمالات اخرى كوجود 5 مدارس ليبية في تونس وضعيتها القانونية صحيحة ومعترف بها لدى وزارة التربية تتواجد بالتحديد في كل من تونس العاصمة وصفاقس ونابل ومبدئيا يمكن ان تحتضن هذه المدارس عددا هاما من التلاميذ الليبيين. ووجود مدارس ليبية في تونس او مدارس تونسية في ليبيا يدخل في اطار اتفاق ثنائي بين تونس وليبيا باعتبار لتونس مدرستين بليبيا في كل من طرابلس وبنغازي تشتغل كلّ منهما بنظام التعليم التونسي ومدرسين تونسيين كذلك. وقد تكون هناك نية لبعث مدارس اخرى اذا استجابت الى كراس الشروط بعد التثبت من توفر السندات القانونية لأنها ستساعدنا على احتضان الاطفال الليبيين المتواجدين في تونس وتبقى فرضية التعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة بهذا الموضوع امكانية ان كانت الوضعية تستحق ذلك . هناك أخبار تتداول ارقاما لأعداد التلاميذ الليبيين في تونس وان كانت لكم قائمة اولية لأعدادهم فكم تبلغ؟ لا علم لنا بهذا الامر في الوزارة واحتياطا لذلك نحن قمنا بإعداد مذكرة خرجت الى جميع المندوبين الجهويين نطلب منهم بألاّ يسجلوا اي تلميذ ليبي الا بعد استشارة الوزارة ونحن نقوم بذلك لأننا نريد ان نحصي ونتثبت اولا ثم نتعامل مع الوضعية وفق ما يتطلبه الامر وبطريقة مرنة من شأنها ألاّ تثقل كاهل المؤسسة التربوية التونسية. وللأسف ليست لنا معطيات واضحة ودقيقة من الجهات عن اعداد التلاميذ الليبيين لكن في بداية شهر سبتمبر ستكون لنا المعطيات الصحيحة والحقيقية والضرورية التي من شأنها ان تجعلنا نفكر في ما بعد في الآليات المناسبة لها. أليس هناك تخوفات من فشل السنة الدراسية المقبلة امام تهديد الاضراب؟ في اعتقادي اننا قمنا بجميع الاستعدادات التي من شأنها تأمين موعد 15 سبتمبر للعودة المدرسية التي يترقبها جميع التلاميذ والاولياء والمدرسين واؤكد ان هناك سعيا جادا من قبل الوزارة لتفهم الطرف النقابي والتعامل معه بالجدية والمسؤولية الكاملتين من كل الملفات الساخنة التي في حوزتنا ونحن على قدم وساق من اجل ان نفي بوعودنا واعتقد أن النقابة تشاطرنا الرأي وتتفاعل معنا بإيجابية من اجل ان تكون الى صفنا لتكون العودة المدرسية يوم 15 سبتمبر. كما اننا نتفهم هذا الضغط من الطرف الاجتماعي وهذا موقف نبيل من النقابة التي تعمل على توفير الظروف الطيبة لجميع المدرسين . هل هناك عزوف من قبل المدرسين عن العمل في المناطق الوعرة؟ صراحة في وزارة التربية لا وجود لمدرّسين عازفين عن العمل في أيّة جهة من جهات الجمهورية وهذه نقطة اخلاقية بامتياز وثمينة جدا يشكر عليها المدرس المتواجد في كل انحاء الجمهورية وفي كل ارياف الجمهورية كما ان للوزارة الآليات التي تشجّع على العمل في المناطق الريفية والنائية بشكل لا يجعل لنا اشكالات من هذا الجانب. ويبقى التعاون مع مجموعة من النواب والمعوضين لسد الشغورات الظرفية وارد حين تطرأ احداث فجئية. كلمة الختام ؟ نرجو بأن تكون عودة مدرسية موفقة للجميع مع رجائي بالتوفيق والصحة والعافية لجميع المدرّسين الذين يعتبرون الفاعلون الحقيقيون لإنجاح المسيرة التربوية في البلاد ولهذا نحن في انصات تام من اجل توفير الظروف المثلى . واجدد شكري الى كافة المدرسين وكافة المتعاونين مع وزارة التربية لإنجاح الانطلاقة المدرسية 2014-2015. تصوير : نبيل