تُرى... ما هذا الذي يحدث لنا بعد ثورة الحرية والكرامة؟ هل هو مجرّد مفعول عبور غَمامة ، أم هي حالة مرضية مزمنة أفقدتنا صوابنا و غطّت بصيرتنا و ألجمت أفواهنا و أَظْلَمت عقولنا بأغلظ و أدْكن غِمامة؟! .... شوارعنا المُهمَلة المُغَبَّرة المتّسخة ، و العائمة الغارقة بعد مرور كلّ سحابة ثائرة عابرة ، تحوّلت إلى مناطق شبه مُحتَلّة سائبة يرتع فيها محترفو الصّعلكة و النّشل و السّطو و السّلب و العنف و البلطجة و إنحدار الأخلاق و سوء الأدب !!! مجموعات منظّمة مستقْوية عاتية مارقة تصول و تجول ، ليلا نهارا ، في كلّ مكان تُرعِب الكبير و الصّغير وتهتك الحرمات و تتحدّى الجميع فارضة قانون الغاب ، متسكّعة مستهترة مستأسدة.. سبّ الجلالة عندهم ، والعياذ بالله ، يُعتبر من "شيمات" تعابيرهم العادية المعتادة الشّائعة ، تغزّلهم المُقْرِف الدّنيء المبتذل ببناتنا و نسائنا و حتّى عجائزنا ، يعتبرونه ضربا من ضروب التّسلية و المُزاح ، و يا ويح من يُفسِد عليهم متعتهم "المشروعة" تلك بعبارة لوم أو حركة إمتعاظ أو جرأة تدخّل ، فمصيره محتوم و عقابه فوريّ معلوم ، سبّ و شتم و ركل و لكْم و ربّما طعْن و قتْل و سيلان دماء.... يجوبون الأحياء و الشّواطئ و المغازات الكبرى حاملين سكاكين و "مضخّات غاز" و ربّما أشياءً أخرى أخطر بكثير ، مترصّدين فرائسهم من المارّة الآمنين العزّل .. يعتبرون أنفسهم من الجواح و الحيوانات المفترسة ، و المدينة ساحة صيد خاصّة لا يحقّ لأحد منعهم من إسغلالها متى و كيفما شاؤوا !!! يا دولتنا.. يا مسؤولة على أمننا و سلامتنا ، هل وصل بك الوهن إلى حدّ اللّامبالاة و العجز المشلّ التّامّ؟؟!! إستيقظي من غفوتك العميقة المتنامية و إفعلي ما وجب فعله على كلّ دولة مسؤولة واعية.... قومي بواجبك ... لا أكثر و لا أقلّ.....