حركة النهضة الاسلامية التي لم تتخلص بعد من توظيفها و استثمارها للدين من أجل مآرب سياسوية منفعية فئوية بحتة تواجه قبل انعقاد مؤتمرها الانتخابي القادم، أزمة عاصفة بين من يريد خرق نظامها الداخلي بتعلات واهية من أجل التمديد لرئيس الحركة الحالي و بين شق واسع يرفض ما يعتبره «تجاوزا» مهما كلفه الأمر من نضالات و تضحيات اعتبرها مشروعة و منطقية و ضرورية . إن ما يحدث داخل أي حزب تونسي ليس فقط شأنا داخليا بل هو شأن وطني عام فما بالك اذا كان الحزب المعني بالأمر حزبا حاكما تؤثر وضعيته الداخلية بكل تأكيد على العمل الحكومي و البرلماني بالسلب أو بالايجاب . ثم و كما قالها نهضاويون بأنفسهم ، فان الحزب الذي لا يلتزم بالقوانين و بالديموقراطية و التداول السلمي داخله ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤتمن على الديموقراطية في البلاد . أخيرا ، و بغض النظر عن مسألة التمديد لراشد الغنوشي على رأس الحركة من عدمها، فان النهضة التي حكمت أو شاركت في حكم تونس منذ 2011 الى يوم الناس هذا ، مطالبة بصفة استعجالية أن كانت تريد خيرا للبلاد و العباد ب : _ اعلان انسلاخها عن تنظيم الاخوان الدولي الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان . _ اعلانها التحول النهائي لحزب مدني محافظ في ظل دولة تونسية جامعة ملتزمة بدين الغالبية الساحقة لشعبها و لا ولاء لغيرها . عاشت تونس حرة مستقلة أبد الدهر المجد للشهداء و الخزي و العار للخونة و العملاء