هي تسمية استخدمها الأديب التونسي الكبير والرائع علي الدوعاجي ليصف حاله وحال أمثاله ممن امتهنوا الفن والأدب (نقصد الغناء والرقص فهذا أمر آخر) والذين عاشوا أزمات كبيرة ماديا ونفسيا واجتماعيا ولكنني أستخدم هذه التسمية أو الصفة لأمر آخر غير الذي قصده الدوعاجي فلا علاقة بين الأمرين إلا في التسمية أما المحتوى فهو أمر آخر تماما. لفتت انتباهي هذه الأيام ولربما هو أمر لفت انتباه الكثيرين مواقف بعض الفنانين العرب من الثورات العربية التي تنشد الحرية والكرامة ولعل أشهر موقف سمعناه كان لعادل إمام الذي هاجم المتظاهرين في ميدان التحرير وكامل مصر ودافع عن مبارك أو عن «الريس» كما كان يقول. في السياق ذاته نرى موقفا مشابها من طرف دريد لحام ورغم أن الأسماء كثيرة إلا أنني اخترت هذين الاسمين نظرا لتأثيرهما الكبير على الرأي العام وحب الجمهور العربي لهما لكن الأمر لا يقف هنا. هل تذكرون معي فيلم «سواق الأوتوبيس» لعادل إمام هل هناك عربي لم يؤثر فيه هذا الفيلم ولم يتأثر به حد التماهي وحد البكاء أو أقل قليلا أو أكثر قليلا ثم ألا تذكرون معي فيلم الإرهاب والكباب ثم مسرحية الزعيم وما فيها من انتقاد للحاكم العربي والأنظمة العربية البوليسية الاستبدادية ثم من منا لا يذكر مسرحية «على نخبك يا وطن» وفيلم «الحدود» ألم يكن هذان الفنانان ينتقدان ويقولان ما لا يستطيع غيرهما قوله ألم يكونا ينفسان عن خبايا المواطن العربي ويعبران عن توقه للحرية وكرهه للاستبداد والظلم لماذا بمجرد اندلاع الثورات العربية وتجسيم هذه النظريات على أرض الواقع انطلقا ليروجا لغير ما كانا ينظران له؟! المشكلة هنا ليست فيهما تحديدا بل في المثقف العربي ككل فهو الذي نظر لنهاية عصر الثورات وهو الذي كان ينوم المواطن العربي بتلك الحبوب المهدئة لكن عندما جد الجد صار هناك أمر آخر وكلام آخر ومواقف أخرى!!