لقد قرانا القران كله وفهمناه والحمد لله ومعه جميع الكتب السماوية التي انزلها الالاه وآمنا بما جاء فيه وفيها من ذكر وتعداد وتبشير ووعد بكل النعم الربانية التي اعدها الله لعباده الصالحين في جناته الخالدة الأبدية ولكننا لم نجد فيها ابدا ذكرا للعبة كرة القدم او غيرها من اللعب الأخرى التي يمارسها الناس في هذه الحياة الدنيوية ولذلك فانني اعجب كل العجب من أمنية اللاعب الشهير بيلي التي تمناها وضمنها تلك الكلمات التي قالها والقاها في توديع صديقه اللاعب الوموهوب الأسطوري مارادونا الوداع الأخير بعد ان سمع وفزع لخبر وفاته وتوديعه لهذه الحياة بصفة نهائية وملاقاته غدا لخالقه رب الأرض والسماوات فقد قال بيلي ويا عجبا لما قال انه( يتمنى ان يلعب مع صديقه الفقيد معا الكرة في السماء )اذا انعم الله عليهما طبعا بدخول الجنة ولكنني اظن ان ما يشفع لبيلي في قول هذا الكلام هو حبه الشديد وتعلقه بصديقه مارا دونا ولا شك ان خبر وفاته المفاجئ قد اذهله أيما ذهول وجعله لا يدري بما يتكلم ولا يدري ماذا يقول وهكذا هي الفواجع منذ قديم الزمان تجعل العاقل تائها وتجعل الحليم مصدوما ومبهوتا ولكانه نسي كل ما يعرفه وكل ما تعلمه من العلوم ومن المعارف التي جاءت بها الأديان على مر العصور وعلى مدى الزمان...ولا شك عندي ان بيلي سيثوب الى صوابه والى رشده وسيعود اليه بعد مرور هذه الصدمة شاهد العقل كما يقول التونسيون وسينتبه عندئذ الى ان امنيته التي تمناها في لحظة الذهول ليست معقولة بكل المقاييس الدينية التي عرفها الأولون وعرفها بعدهم الاخرون ولله في خلقه شؤون والحمد لله على كل ما كان وعلى كل ما يكون ولاشك ان احسن وافضل ما يجب ان يقوله المحزونون والمنكوبون عند فراق من يحبون هو ما ذكره الله في كتابه المكنون وعلمه لعباده منذ عهود ومنذ قرون (إنا لله وإنا اليه راجعون)