منذ مدة وتحديدا منذ ظهور الصور الأولى لفيروس كورونا وانا اقف مشدوها مبهوتا راشقا عيني في جسمه وحجمه وذاته وصفاته واتامل في صورته المجهرية واقول في نفسي دون ان يتجاوز كلامي شفتي ايكون هذا الفيروس وهو في مثل هذا الحجم الصغير قد دوخ وقد اذهل وقد اعجز حقا الانسان بما عنده من طاقة ومن قدرة ومن علم ومن بحث ومن ذكاء ومن تفكير ومن تدبير؟ تأملوا معي هداكم الله تلك الأذرع الكثيرة المثقوبة من الأمام المحيطة بجسم او بكتلة هذا الفيروس الا تحاكي في صورتها مصاصات لمص الدماء؟ أليست أشبه شيء بالمدافع المجعولة لإرسال القذائف في كل مكان وفي كل اتجاه؟ اليست أشبه شيء بمسامير تريد أن تتسمر في جهاز تنفس الانسان فتجبره على تسليم روحه وجسده لربه الرحمان الرحيم ؟ ولا انتهي من هذا التفرس ولا اضع حدا لهذه المشاهدة وهذا التامل الا بعد ان اتذكر قوله تعالى (هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) وحتى اتذكر بعده قول السابقين من عباد الله الذين يسبحونه ليلا نهارا عدد خلقه ومداد كلماته ورضا نفسه (يضع سره في أضعف خلقه) وهل بقي شك او اختلاف في ان هذا الفيروس قد هزم العالم كله بما عنده من أسلحة وقنابل نووية وجعله عاجزا لا يعرف طرقا لمقاوته ولا يعرف له سبيلا ولا ثنية... واخيرا تدبروا معي رحمكم الله قول رب العالمين في اخر تلك الاية (بل الظالمون في ضلال مبين) او لا يكون هذا الفيروس الفتاك الخطير نقمة من الله سلطه على الظالمين الذين احتقروا واستصغروا وتكبروا على عباد الله الضعفاء وامتصوا حقوقهم وأذلوا كرامتهم كما امتص هذا الفيروس دماء واجساد وأرواح ما شاء من الناس في الجهر وفي الخفاء؟ فاللهم لا تجعلنا من الظالمين ولا من الغافلين المتكبرين الذين ارادوا ان يتحدوك وان يستعبدوا عبادك بجهلهم وضلالهم المبين وارفع عنا هذا الوباء وهذا البلاء بما تشاء وكيفما تشاء فإنما امرك بين الكاف والنون وانك اذا اردت شيئا يكفيك ان تقول له كن فيكون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين...