في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية و الاجتماعية الخانقة والاحتجاجات و الإضرابات و توقيف الإنتاج و قطع الطرقات و في ظل تمعش وعربدة المافيات و اللوبيات ، و بالنظر لما يجري في البرلمان و للعلاقة بين الرئاسات الثلاث ، فما هو الحل العملي و الواقعي حتى تخرج تونس من المأزق و الهوة السحيقة التي تردت فيها و التي تنذر بمخاطر جمة لا تحصى و لا تعد ؟ الحل وبكل بساطة ، و اعتبارا لما ينص عليه الدستور من صلاحيات لرئيس الحكومة ، تعد الأكبر و الأوسع ، يتمثل في التوافق على رئيس حكومة يتمتع بمواصفات تجعله قادرا على كسب ثقة الشعب و على القيادة و على تقديم حلول شاملة و حينية لأزمات تونس المتعددة و المتشعبة . لكن الرهان الأصعب و الذي قد يجعل هذا الحل مستحيلا و طوباويا ، هو كيف يمكن اختيار و التوافق على شخصية وطنية كارزماتية ، مسيسة ، مثقفة ، قيادية ، نزيهة ، جريئة ، شجاعة و ذكية ، لتقود البلاد و العباد و تساهم في تطبيع الحياة السياسية و تخرجنا من الصراعات الإقصائية و الوجودية نحو تنافس سياسي ينبني على البرامج و الأفكار و الرؤى الاستراتيجية في ظل دولة مدنية ملتزمة بدين الغالبية الساحقة لشعبها المسلم و أحزاب لا توظف الدين أو العرق أو الطائفة أو الجهويات المقيتة و المال السياسي الفاسد . رئيس حكومة ديموقراطي يكتسح ويحتل المشهد السياسي بأكمله، يستكمل التأسيس و يفرض احترام القانون وينير الطريق و يعيد الأمل و التفاؤل و الحلم بمستقبل أفضل . أعتقد بكل صراحة و أسف ، أنه تقريبا الحل الوحيد و الأخير المتبقي .