صحيح أن طرح هذا المثل الشعبي لا يدخل بأي حال من الأحوال في باب المنطق والعقلانية، ولكني أعتقد جازما أن أغلبية ساحقة من الشعب التونسي بمن فيهم عبدكم الفقير لربه، يؤمنون به سواء تعلق الأمر بالرزق أو التجارة أو السياسة أو اللطف في المصائب وغير ذلك من أحداث و مجالات الحياة. ما دفعني للحديث عن النواصي والعتب هو بكل صراحة ما نعانيه ونواكبه يوميا من حوادث و فواجع و مآسي تخلف الخوف و الحزن الشديد لكل من يملك ذرة إحساس في بلد يعاني قبل كل شيء من أبنائه الذين خانوا الأمانة وغلّبوا مصالحهم الشخصية والفئوية على حساب المصلحة العليا للوطن. نعم، أنا الكائن العقلاني ما استطعت لذلك سبيلا، أؤمن كغالبية التونسيين والتونسيات بالنواصي والعتب حتى في حكم وقيادة البلاد، وربي يقدر الخير ويلطف بينا.