يبدو أنّ المثل الشعبي القائل “اللي يسرق يغلب اللي يعس” ينطبق مائة بالمائة على وضعية شاحنات الخضر والغلال التي أصبحت تمثّل أحد المشاهد العادية والطبيعية لشوارع صفاقس من أقصاها إلى أقصاها .. ورغم ما قامت به البلدية وتدّعي القيام به المصالح المختصة لمقاومة هذه الظاهرة إلاّ أنّ واقع الحال للأسف الشديد يبيّن عكس ذلك .. وبالإضافة إلى ما عُرفت به هذه الشاحنات تاريخيا من غشّ في الميزان والسّلع فإنّها تتسبّب مزيد إحتقان حركة المرور المختنقة أصلا بوقوفها على جانب الطرقات الضيقة ووقوف المشترين على الجانب الثاني للطريق لتقليب السلعة والشراء .. المصيبة الأكبر أنّ هذه الشاحنات لا تختار إلاّ الأماكن التي تشهد حركة مرورية وبشرية كثيفة لتبيع ما لديها مثل الجوامع والمركبات التجارية ولمن يريد التأكد من ذلك أنصحه بالمرور أمام بروموقرو بطريق منزل شاكر وليقل لنا بعدها كم أمضى من الوقت للخروج من القاصة الحزامية أو الدخول فيها بسبب تراكم الشاحنات والسيارات .. وقس على ذلك أهم الشوارع والطرق بالولاية مثل طريق تونس والمهدية والعين وكلها تعاني .. بالإضافة إلى ما تخلفه هذه الشاحنات من فضلات الخضر لا تزيد إلاّ في تشويه المشهد وزيادة حجم القمامة بالبلاد .. والمصالح البلدية ترقب وتراقب .. وتتحرّك أحيانا وكأنّه ذرّ رماد على العيون و”عملتشي عملت” ليس أكثر. وتلك من أهم مصائب إداراتنا اليوم للأسف الشديد