الأستاذ محمد نجيب عبد الكافي يكتب من أسبانيا وينادي العرب ويدعوهم إلى حفظ اللغة العربية لغة القرآن ولغة الهوية، ويذكرهم بثرائها وقدرتها على استيعاب كل مخترع جديد، وقد تجاوب معه الصديق الأستاذ أبو ذاكر الصفايحي، ونادى بندائه...وإني أشكرهما على هذه الدعوة الصادقة، كما أنوه بالزميلة نجيبة دربال التي تنشر كل يوم كلمات من ثراء اللغة العربية وتتعرض إلى الأخطاء اللغوية فتقدم صوابها...وأقول للصديقين: هذه الهمزة تعاني من القطع الذي جنى على الوصل...في اللغة العربية همزة وصل وهمزة قطع ولكل منهما قواعدها ومكانتها، ولكن الهمزة القطعية حلت محل الهمزة الوصلية واستعمرت مكانها في الكتب والصحف والقنوات التلفزية...كتبت منذ سنوات ومازلت أكتب وأنادي وأطالب بحق الهمزة الوصلية في اللغة العربية، ولكن لا أحد يسمع ولا أحد يصلح...ذاك مثال، وهذه أمثلة أخرى....فقد رأى الدكتور الزواري الصفاقسي أن يكتب للمريض وصفة الدواء والشهادة الطبية باللغة العربية فوجد من يعارضونه أكثر من الذين يشجعونه...وهذا الأستاذ الدكتور الجامعي أحمد ذياب رأى أن يقدم الدروس في كلية الطب باللسان العربي، وما رآه نفذه بين طلبته فلم يلق التشجيع، ولم ييأس فقد ألف كتبا قدم فيها مصطلحات طبية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، وذلك ليسهل على الأطباء والمدرسين ويعبد لهم طريق التعريب...لكن...وبكل أسف ترك الأستاذ ذياب كلية الطب فتوقفت رسالته...لقد تغلغلت اللغة الفرنسية في كثير من النفوس بتونس، وصارت محل اعتزاز العائلات وهم في البيت وخارج البيت يتخاطبون بها، وأذكر أنني سألت ليلة وزيرا تونسيا عن التعريب فغضب من سؤالي وصرح للمجتمعين وقال: إن بعض الأولياء قالوا نذبح أولادنا ولا ندخلهم مدارس التعريب... ....أنا لا أقول هذا من باب اليأس في العودة للغة العربية، ولكنني أشخص الواقع حتى أقول...الدعوة إلى الرجوع إلى اللغة العربية في كتاباتنا وحواراتنا وخطابنا وتعليمنا لا يتحقق برسالة يحملها فرد وإنما يتحقق ببعث منظمة عربية تحمل هذه الرسالة، وتتعاون مع وزراء التربية والثقافة والإعلام ومجامع اللغة العربية....كيف تؤسس وتبعث هذه المنظمة؟ هذا ما يجب التفكير فيه لتخرج الفكرة إلى الواقع....ما قولكم؟ كالعادة أنا أسأل وأحب أن أفهم...