عاجل/ تفاصيل مقترح قانون جديد للترفيع في العقوبات السجنية لجرائم السرقة    قضية إخفاء محجوز وحيازة محاضر لملف الشهيدين: هذا ما تقرّر بخصوص محاكمة الحطّاب بن عثمان.. #خبر_عاجل    حجز 650 كلغ من السكر المدعم بهذه الجهة…    عاجل/ البرلمان: إيداع مقترح قانون لحماية المصطافين وضمان سلامة السباحة    عاجل/ متابعة: جريمة اقتلاع عيني امرأة من طرف زوجها: شقيق الجاني يقدم رواية مغايرة ويكشف..    الأول من نوعه: نجاح طبي جديد بهذا المستشفى في تونس..    الحماية المدنية: ''احذروا الصدمة الحرارية كي تعوموا.. خطر كبير ينجم يسبب فقدان الوعي والغرق''    إذا ولدك ولا بنتك في ''السيزيام'' جاب 14/20.. ينجم يدخل للنموذجي؟ شوف الإجابة!    الشاب مامي يرجع لمهرجان الحمامات.. والحكاية عملت برشة ضجة!    الرحلة الجزائرية الاصدار الجديد للكاتب محمود حرشاني    فرنسا: إضراب مراقبي الحركة الجوية يتسبب في إلغاء آلاف الرحلات    جريمة اقتلاع عيني الزوجة في القيروان... شقيق الزوج يكشف رواية مغايرة    السجن 16 سنة لرجل الأعمال شفيق جراية بعد تفكيك القضايا الأربع المرفوعة ضده    المرصد الوطني للفلاحة: نسبة امتلاء السدود تبلغ 37.2 %    عاجل: تحذيرات من حشرة منتشرة على الشريط الحدودي بين الجزائر و تونس..وهذه التفاصيل..    مروع: يقتل ابنه ضربا وصعقا بالكهرباء…!    الدورة التاسعة للتوجيه الجامعي 'وجهني' يوم 14 جويلية الجاري بالمركب الجامعي المرازقة بولاية نابل    "حماس": نناقش مع الفصائل الفلسطينية مقترح وقف إطلاق النار    البطولة العربية لكرة السلة سيدات: المنتخب الوطني يفوز على نظيره الجزائري    الرابطة الأولى: "أشرف بن ضياف" رابع إنتدابات الترجي الجرجيسي    الحماية المدنية: إطفاء 140 حريقا خلال ال 24 ساعة الماضية    إيران تعيد فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الداخلية والخارجية والترانزيت..#خبر_عاجل    الحرس الوطني يُطيح بمنفّذي عملية ''نَطرَ''وسط العاصمة في وقت قياسي    قمة نار في مونديال الأندية: كلاسيكو، ديربي، ومفاجآت تستنى!    نحو اقرار تخفيضات في المطاعم السياحية للتوانسة وولاد البلاد...تعرف على التفاصيل    فضله عظيم وأجره كبير... اكتشف سر صيام تاسوعاء 2025!"    نابل: الحشرة القرمزية تغزو الشوارع والمنازل وتهدد غراسات التين الشوكي    رد بالك تغلط وتخلي الشبابك ''محلول'' في هذا الوقت ... الصيف هذا ما يرحمش!    هل'' الميكرووند'' قنبلة صامتة في مطبخك؟ إليك الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد!    تحب الماكلة الكلها هريسة؟ صحّح المعلومة قبل ما تمرض    بداية من 6 جويلية 2025: شركة نقل تونس تخصص 10 حافلات خاصة بالشواطئ    شنوة صار في مفاوضات الزيادة في القطاع الخاص.. الاتحاد يوضح    أفضل أدعية وأذكار يوم عاشوراء 1447-2025    نيس الفرنسي يضم حارس المرمى السنغالي ديوف لمدة خمس سنوات    .. الجزائري بلايلي يستفز الفرنسيين بعد حادثة الطائرة    عاجل/ هذا ما تقرر بخصوص اضراب الأطباء الشبان..وهذه التفاصيل..    طقس اليوم: الحرارة في تراجع طفيف    تشريعات جديدة لتنظيم التجارة الإلكترونية في تونس: دعوات لتقليص الجانب الردعي وتكريس آليات التحفيز    روسيا تشن هجوما جويا غير مسبوق على أوكرانيا    المنستير: الاتحاد الجهوي للفلاحة يطالب بمد فلاحي المناطق السقوية العمومية بالجهة بكمية 500 ألف م3 من المياه للانطلاق في الموسم الفلاحي 2025-2026    اتصلوا بكل احترام ليطلبوا الإذن.. ترامب: سمحت للإيرانيين بإطلاق 14 صاروخا علينا    هولندا تُشدد قوانين اللجوء: البرلمان يقر تشريعات مثيرة للجدل بدفع من حزب فيلدرز    المانيا.. سباحون يواجهون "وحش البحيرة" بعد تجدد الهجمات    رسميا.. ليفربول يتخذ أول إجراء بعد مقتل نجمه ديوغو جوتا    عاجل: وزارة الصحة تدعو المقيمين في الطب لاختيار مراكز التربص حسب هذه الرزنامة... التفاصيل    فضيحة السوق السوداء في مهرجان الحمامات: تذاكر تتجاوز مليون ونصف والدولة مطالبة بالتحرك    النجمة أصالة تطرح ألبوما جديدا... وهذا ما قالته    صيف المبدعين...الكاتبة فوزية البوبكري.. في التّاسعة كتبت رسائل أمي الغاضبة    تاريخ الخيانات السياسية (4)...غدر بني قريظة بالنّبي الكريم    طقس الليلة.. خلايا رعدية مع امطار غزيرة بعدد من المناطق    نصيحة طبية غيرت طريق اللاعب ديوغو جوتا.. ثم كانت نهايته    المنستير: برمجة 11 مهرجانًا و3 تظاهرات فنية خلال صيف 2025    عمرو دياب يفتتح ألبومه بصوت ابنته جانا    لطيفة العرفاوي تعلن:"قلبي ارتاح"... ألبوم جديد من القلب إلى القلب    تنظيم سهرة فلكية بعنوان 'نظرة على الكون' بقصر اولاد بوبكر بمنطقة البئر الاحمر بولاية تطاوين    مرتضى فتيتي يطرح "ماعلاباليش" ويتصدّر "يوتيوب" في اقلّ من 24 ساعة    "فضيحة": لحوم ملوثة تتسبب في وفاة طفل وإصابة 29 شخصا..#خبر_عاجل    3 حاجات لازم تخليهم سرّ عندك...مش كلّ شيء يتقال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوفل سلامة يكتب لكم: الاحتجاجات الليلية...هل يفهم السياسي المعنى والدلالات لما يجري في تونس؟
نشر في الصريح يوم 19 - 01 - 2021

في تزامن قيل أنه مبرمج ومدروس اندلعت بعد قيام رئيس الحكومة هشام المشيشي بتعديل وزاري شمل نصف الحكومة كان أبرزهم وزيري العدل الداخلية احتجاجات ليلية في العديد من جهات البلاد يقودها شباب الأحياء الفقيرة والمهمشة، وفي سياق استحضار حدث ثورة 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفي 2011 واحتفاء بالمناسبة التي أطاحت بالنظام القديم عرفت مناطق كثيرة من البلاد مواجهات مع قوات الأمن وعمليات شغب ونهب وسرقة وخلع لمحلات تجارية وهي أحداث وإن كانت منتظرة لوجود العديد من الدلائل والمؤشرات التي تنبئ بوقوعها بعد الحصيلة المخيبة للآمال إثر تجربة حكم دامت عشر سنوات تعاقبت خلالها حكومات عديدة لم تقدر أي منها أن تغير من واقع البلاد أو أن تحقق ما ينتظره الشباب الذي قام بالثورة مع مشهد سياسي مقرف ومتعفن جراء تواصل العراك السياسي والصراعات على السلطة والنفوذ والتموقع السياسي.
هذه المواجهات الليلية وإن كانت متوقعة إلا من توقعها لم يكن يتصور أن تتحول إلى أعمال شغب ونهب وسرقة ومواجهات في الشوارع مع قوات الأمن مما أفقد هذه التحركات شرعيتها، وقلل من قيمتها و تعاطف الناس معها حيث كان من المنتظر أن يتحول غضب الأحياء الفقيرة على فقدان الحلول الاجتماعية لأزمة البطالة والتشغيل و غياب التنمية والتهميش والحقرة إلى حركة احتجاجية سلمية ترفع مطالب اجتماعية واضحة ومشروعة وتنتهي إلى حمل الحكومة على الاستجابة ولو بقدر إلى مطالب هذا الحراك غير أن الأمور قد سارت على عكس ما كان متوقعا ومنتظرا واليوم بقطع النظر على الأعمال الاجرامية التي حصلت مع هذه الاحتجاجات الليلية وما خلفته من تعد على الممتلكات العامة والخاصة فإن السؤال المهم هو كيف نفهم ما يحصل في الأحياء الشعبية من مواجهات مع قوات الأمن بعد عشر سنوات من الثورة ؟ وهل من تفسير لهذا الانفلات الذي تعرفه جهات كثيرة من البلاد وتمردها على الدولة ؟ وهل من دلالات لهذه التحركات التي يقودها اليوم شباب عاصر حدث الثورة ولم يدرك فترة الاستبداد وتربى في أجواء الحرية والديمقراطية وعايش عسر مرحلة الانتقال الديمقراطي؟
في اعتقادي فإنه بالإمكان دراسة ما يحصل من أحداث ليلية من زاوية أعمال الحرق وقطع الطرقات ومواجهة قوات الأمن كما يمكن إجراء النظر والتحليل في الشريحة العمرية من الشباب الذي يخرج كل ليل للقيام بأعمال الشغب والسرقة والنهب، كما يمكن دراسة الاحتجاجات الليلية بصفتها ظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة من زاوية التهميش والحقرة وغياب الدولة والعجز الاجتماعي فكل هذه المقاربات ممكنة ومفيدة ولكن ما يجب الانتباه اليه هو تجنب اعتبار ما يحصل على أنه مؤامرة مدبرة ضد منظومة الحكم الحالية بالرغم من عدم استبعاد هذه الفرضية وعدم استجلاب مفردات من قاموس الزمن الاستبدادي ومن فترة الديكتاتورية التي كان النظام السابق يستعملها ضد المعارضة والمناضلين السياسيين وإسقاطها على ما يحصل اليوم من حراك شبابي وتجنب تجريم المحتجين ووصفهم بالغوغاء والكلوشرات والشرذمة من مستهلكي الزطلة فهؤلاء الشباب هم في الأخير من أبناء تونس الغاضب على دولته الذي تتحكم فيه ظروف اجتماعية صعبة وعجز اجتماعي يمنعه من تحسين وضعه.
ما لم يفهمه من يحكم البلاد أننا في ظرف زمني لم يعد فيه الانسان يقبل بأن يحيى ويعيش على ما يروجه السياسي من أوهام وما يقدمه من مسكنات لإعادة إنتاج التعاسة والتهميش وإدامة وضع الفقر ومواصلة حالة العجز .
ما لم يفهمه الساسة اليوم تجاه ما يحصل من أحداث ليلية أننا أمام شباب يبحث عن معنى لحياته بعد أن فقد ثقته في كل شيء وفك ارتباطه مع الدولة التي لم تعد تعني له شيئا فنحن أمام شباب جديد يطلب حقيقته المفقودة كما يراها هو لا كما يراها له السياسيون ويطالب بأن تكون له حقيقته ليس فيما هو موجود وحاصل وما هو معيش وإنما الحقيقة التي يطالب بها فيما هو غير موجود ويبحث عنه ، حقيقته ليس في هذه الواقع المزري وإنما فيما هو غير موجود وينشده ويحلم به.
ما لم يفهمه الساسة اليوم أن الثورة تبدأ أحداث عادية ومناوشات غير منظمة قد لا يكون لها تأثيرها في البداية ولكن هذه الأحداث الهامشية قد تتحول إلى أحداث مؤثرة قد يكون تعيد تشكيل الواقع وتغيير المشهد العام وذلك عندما تلتقي مصالح مجموعات مختلفة في وقت واحد فتوافق الاحتمالات هو الذي يحول الحدث العادي والبسيط إلى حدث مؤثر وخطير وهذا يعني أن الثورة تبدأ بحدث يجر آخر بطريقة لا يمكن تفاديها ولا إيقافها بسهولة لذلك فإن ما بقى لنا من اللإرث النضالي للثائر الصحابي أبو ذر الغفاري هو درس أن لا نستسلم للفقر والقهر والجوع والتهميش وأن لا نسكت على غياب الدولة حينما قال قولته الشهيرة " عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على السلطان شاهرا سيفه " فهل يفهم من يحكم اليوم أننا في زمن يصعب فيه اقناع الناس بأهمية الديمقراطية مع الجيوب الفارغة والبطون الخاوية وأمام جيل لا يعني له شيئا التناغم بين الحرية والفقر. فهل فهما الدرس ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.