بعد أن حُرمت القوارض من الطعام في عاصمة أشباح مملوءة بصناديق فارغة بسبب الأزمة الصحية، اجتاحت الفئران المنازل بحثا عن القوت. ففي التقرير الذي نشرته صحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) الفرنسية قالت الكاتبة، سيلين كيرز، إن الفئران حُرمت من فتات الوجبات الخفيفة في الحدائق والنفايات المعتادة من شوارع العاصمة التي تكاد تكون مهجورة أثناء الإغلاق، ومن ثمّ أصبحت فئران باريس جائعة. وفي الواقع، هاجر كثير منها إلى أسفل المباني، ولم تتردد في الاقتراب أكثر فأكثر من الأماكن التي يسكنها البشر لملء بطونها. ويوم الخميس، في مدينة بايثون دوفيرنوا، وهي إحدى أكبر مشروعات الإسكان منخفضة التكلفة في بورت دي بانيوليه شرقي باريس، تكدست جثث الجرذان البنية في الأقبية والأزقة وعلى الشجيرات. من جهتها، ارتدت المأمورة التي تعرف أزقة المدينة عن ظهر قلب حذاء طويلا، وقفازات مطاطية، وحملت دلوا ممتلئا بسم الفئران والطُعم، من أجل الانطلاق في حملة لمكافحتها، ونُصبت الفخاخ والطعوم في أماكن إستراتيجية. وأفاد أحد سكان مدينة بايثون دوفيرنوا المسؤول هناك، قادر عيساوي، قائلا "منذ الإغلاق، اقتربت الجرذان، وأصبح الأمر مزعجا. رأيناها بأم أعيننا في وضح النهار تحت نوافذنا وهي تتجه نحو صناديق القمامة، حتى إن بعضها دخل إلى القاعات. ورأيتها أسفل الدرج ولم يسبق لي أن رأيت شيئا كهذا من قبل". وإذا كانت الفئران موجودة في جميع أنحاء باريس، فمدينة بورت دي بانيوليه بلا شك واحدة من "البؤر" الرئيسة في العاصمة، فضلا عن أنها مدينة متداعية مما جعلها موضوع مشروع تجديد حضري كبير. من جهته، يولي مكسيم سوفاج -النائب الأول لرئيس البلدية المسؤول عن سياسة المدينة والأثر المحلي والاجتماعي والبيئي- مشكلة الفئران أهمية كبرى ولا "يستخفّ" بالأمر. وقال رئيس شركة "بي هاش إس" لمكافحة الفئران، دجيرانو جيناد، إننا "لم نبق مكتوفي الأيدي أثناء الإغلاق، إذ تتوجه القوارض إلى حيث يوجد طعام، ليس فقط عند سفح المنازل، وإنما أيضًا في مطاعم الشركات الخالية".