قرأت العريضة التي وقع عليها نخبة طيبة من أهل الفكر والثقافة والسياسة، وفيها ساندوا الاحتجاجات والمحتجين وتضامنوا معهم في مطالبهم...أنا كمواطن إعلامي ًجهوي ووطني منذ أكثر من خمسين سنة، وشيخ يخطو نحو التسعين أسأل هؤلاء الموقعين...من أي صندوق تملكه الدولة التونسية تستجيب الدولة لمطالب المحتجين وأنتم تعلمون علم اليقين أن الصناديق فارغة، وأن الثروات الوطنية التي تملأ الصناديق توقف إنتاجها جماعات من المحتجين؟ ...يا أصحاب العريضة لماذا لا تتدخلون بحكمتكم ووطنيتكم لتحرير مواقع الثروة الوطنية من الإضرابات والاحتجاجات؟ لماذا لا تساندون الحكومة بالفكر والتدبير والعمل في حربها ضد الكورونا ودعوة المواطنين إلى التمسك بالوقاية والصبر على الحكومة وهي في حرب خطيرة وصعبة ضد الكورونا؟ لماذا لا تطالبون كل عامل أن يزيد في الانتاج في هذه الظروف القاسية اقتصاديا واجتماعيا التي تئن منها جميع دول العالم؟ ...نعم أنتم معارضون وأنا معارض من عهد بورقيبة وإلى اليوم، ولكن الظروف التي تمر بها تونس في عهد الثورة التي رحبنا بها تفرض على المعارض أن يعطي لا أن يطالب ليأخذ حتى يسير القطار وتصل السفينة إلى ميناء السلامة؟ ...تعالوا نتحاور لنفهم وأنا أحب أن أفهم منذ أربعين سنة...