كان لاحباء المسرح موعد يوم الجمعة الفارط بالمركب الثقافي مع باكورة عمل مسرحي جديد متكامل لمركز الفنون الدرامية و الركحية بالقصرين يحمل عنوان " ما بعد "فرانكنشتاين" إخراج أحمد نصرلي تمثيل رياض ميساوي، صالح ظاهري نص غوث زرقي وقد استمتع الجمهور الحاضر بالعرض المسرحي وانبهر يهذا العمل الفني الذي عانق الابداع من خلال المشاهد المسرحية المعروضة. وقد اكد مدير مركز الفنون الدرامية بالقصرين الطيب ملايكي ان هذا العمل أتى إثر طلب عروض قدمة المركز لمنح فرصة للمخرجين بولاية القصرين لتقديم ابداعاتهم و بهدف إكتشاف مخرج جديد. تدور أحداث العمل حول شخصيتين رئيسيتين هما فرنكشتاين و المخلوق الذي إخترعة فرنكشتاين . هذا الاخير يرى ان الانسان هو كائن ضعيف ،لا قوة له طالما كان حاملا للمشاعر و الاحاسيس و لديه عاطفة تجعله رهينة غريزته و ميولاته و تذهب إعمال العقل عنده. الانسان المثالي بالنسبة للعالم فرنكشتاين هو الإنسان المجرد من المشاعر و مجرد مز العاطفة و الأحاسيس و لا يرى الحياة سوى انجازات و تطور علمي و معرفة ،هو الانسان المفكر العاقل. اراد فرنكشتاين تجسيد هذه الفكرة فصنع مخلوقا في هيئة بشر جرده من كل أحاسسه و مشاعره عبر التجارب و العقاقير فجعله مثل الآلة فقط تفكر و تتعلم لا تلهو و لا تلعب و لا تحب و لا تخاف و لا تغضب . اطلق فرنكشتاين العنان لهذا المخلوق للخروج و الإحتكاك بالعالم الخارجي فكان كل مرة يخرج و يعود فيها يكتشف فرنكشتاين ان المخلوق يتفاعل مع المحيط الخارجي و تولد فيه مجموعة من المشاعر و الاحاسيس و كان كردة فعل يجردة منها عبر العقاقير . رغم محاولات فرنكشتاين عديدة في استئصال العاطفة و المشاعر من ذات هذا المخلوق كان يفشل و رغم تجريدة من كل احاسيسة على غرار الحب و الخوف و اللهو و المتعة لم يستطع السيطرة عليه و لم. يستطع القتل الانسان في ذاك المخلوق الذي اصبح متمردا عليه . من هنا يبعث المخرج و كاتب السيناريو رسالة للجمهور أنه من المستحيل ان نجرد الانسان من كل ماهو مشاعر و عاطفة و احاسيس بل هي صفات خلقت معه.