أجازت دار الإفتاء المصرية تحديد النسل باستخدام كل الوسائل، وذلك بعيد أيام قليلة من تحذير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين من خطورة النمو السكاني، قائلا: "أكثر من طفلين مشكلة كبيرة جدا"، ومؤكدا على أن الأمر مهم جدا لكل الأسر المصرية في الريف والحضر. فقد ذكرت "اليوم السابع " المصرية، اليوم الأربعاء 17 فبراير 2021، أن دار الإفتاء المصرية أطلقت، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، هاشتاج #تنظيم_النسل_جائز، للتأكيد على جواز تنظيم النسل. ونشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني فتوى مفصلة حول تنظيم النسل قالت فيها إنه: "وباستقراء آيات القرآن يتضح أنه لم يرد فيه نصٌّ يُحرّم منع الحمل أو الإقلال من النسل، وإنما ورد في سنة الرسول ما يفيد ظاهرُهُ المنعَ، ويظهر ذلك جليًّا من مطالعة أقوال فقهاء المذاهب وكتب السنة الشريفة في شأن جواز العزل". وأوضحت دار الإفتاء: "ومن هذا يظهر أن الإمام الغزالي يفرق بين منع حدوث الحمل بمنع التلقيح الذي هو النواة الأولى في تكوين الجنين وبين الإجهاض؛ فأباح الأول، وجعل من أسبابه الخوف من الضيق بسبب كثرة الأولاد ومن متاعب كسب العيش لهم، بل إن الإمام الغزالي أباح العزل محافظةً على جمال الزوجة، وفي فقه المذهب الحنفي أن الأصح إباحة العزل باعتباره الوسيلة لمنع الحمل، وفقط اختلف فقهاء المذهب في أن هذا يستلزم موافقة الزوجة فقط، ومن هذا الرأي فقهاء مذهب الإمام مالك، ويجيز كذلك مذهبُ الزيدية منع الحمل بشرط موافقة الزوجة، ويشترط مذهب الشيعة الجعفرية أن تكون موافقة الزوجة على العزل وقت عقد الزواج، ومذهب الإباضية يجيز العزل كذلك بموافقة الزوجة، ويقول الإمام الشوكانى فى "نيل الأوطار" (6/ 236، ط. دار الحديث): [إن الأمور التي تَحمِلُ على العزل: الإشفاق على الولد الرضيع خشية الحمل مدة الرضاع، والفرار من كثرة العيال، والفرار من حصولهم من الأصل]. وبعد أن عرضت دار الإفتاء أقوال عدد من الفقهاء، خلصت إلى القول بأنه "يبدو واضحًا أن العزل كوسيلةٍ من وسائل منع الحمل جائزٌ، وأن الصحابة كانوا يعزلون عن نسائهم وجواريهم في عهد الرسول، وأن ذلك بَلَغَهُ ولَمْ يَنْهَ عنهُ". وأضافت: "وإذا كان الأمر كذلك فإن جواز تنظيم النسل أمرٌ لا تأباه نصوص السنة الشريفة؛ قياسًا على جواز العزل في عهد الرسول وبَلَغَهُ كما روى الإمام مسلم في "صحيحه".