أشير بداية الى أنني أكتب هذه الورقة... قبل صدور الموقف النهائي للهيئة «المستقلة» للانتخابات...من موعدها والذي بلغنا أنها سوف تحدده وتعلن عنه ضمن ندوة صحفية تتولى عقدها... هذا الصباح...(الخميس)... (ياجماعة سامحوني في هذه..اذ أنني أكتب مقالاتي عادة على صباح ربي... وهذه عادة خبيثة ورثتها عن الوالدة الله يرحمها...والتي علمتنا كيف ننجز كل أعمالنا مبكرا...ولقد ظللت أمارس هذه العادة خاصة بعد أن أوقعني حظي المشؤوم في هذه الخدمة الكلبة... فصرت أكتب ورقاتي... منذ طلوع الفجر...وكأنني مزروب... وكأن الدنيا باش تطير يعني أنني أفعل تماما... مثل بعض «الجماعات» الذين يتمنون اليوم لو أنهم يغمضون عيونهم ويفتحونها... فيجدون أنفسهم وقد أصبحوا أعضاء للمجلس التأسيسي..ليحكموا بأحكامهم... آه... لو أعرف ماذا في أمخاخهم... وماذا يحملون لنا...وآش ناوين يعملوا...فينا) المهم... قلت أنني أكتب هذه الورقة... قبل أن أعرف الموقف النهائي لجماعة الهيئة...والذي قد يصدر بعد ساعات... من الآن...(ياجماعة بجاه ربي سامحوني مرة أخرى... واسمحوا لي أن أتقدم بعبارات الاعتذار للهيئة والتي ذكرت اسمها بدون ان أردفه بعبارة المستقلة... والتي يبدو أنهم يصرون على ذكرها... دائما...فالمعذرة اذن... وعلى كل حال فحتى وان بدا لهم بأنني قد أخطأت في هذه بالذات... فإنني أقول لهم...بأن الاستقلالية.. وأقصد استقلالية الهيئة...مسألة تهمنا وتعنينا كلنا... ونحن من أول المنادين بها...لكننا... لانريدها أن تكون مجرد عبارة نذكرها... او بالكلام... لأننا نأمل في ان يتم تجسيمها فعلا...وعلى أرض الواقع)... المهم... مرة أخرى... قلت انني لم أعرف بعد موقف الهيئة... لكنني... أتصوره... وقد أزعم بأنه لن يختلف عما صرحت به في البداية... والمتمثل في اقتراحها القاضي بتأجيل موعد الانتخابات الى يوم 16 أكتوبر...لأسباب...فنية ولوجستية... وهذه مسألة قد بدأنا نفهمها من خلال بعض تصريحات رئيس هذه الهيئة وكاتبها العام... وعلى كل حال...فقد يمكننا الإدعاء بأن الموقف المنتظر الإعلان عنه اليوم من طرف هذه الهيئة ضمن ندوتها الصحفية المنتظرة قد لايسهم في تقديم الحل النهائي لهذا الإشكال... اما لماذا أقول هذا...فلأن المسألة واضحة... ولأننا قد نفهم كل تفاصيلها... بالعودة لبعض أطوارها... والتي ننطلق فيها من البداية... عندما تم الإعلان عن تحديد موعد 24 جويلية لإجراء الانتخابات كان ذلك بموافقة كل الأطراف... والتي التزمت بتنفيذه وبالحفاظ عليه... وحتى بعض الدعوات التي انطلقت بعد هذا من أجل المطالبة بتأجيل هذا الموعد فلقد ظلت مقتصرة على بعض الأطراف دون غيرها...في حين أعلنت الحكومة وأغلب الأحزاب تمسكها بالموعد المحدد... وبمجرد ان تم انتخاب الهيئة المستقلة للانتخابات... نظم رئيسها ندوة صحفيةليعلن اقتراح هيئته بتأجيل هذا الموعد... والذي عوضوه... بتاريخ آخر هو يوم 16 أكتوبر والحقيقةأنني مازلت أجهل سرّ تحديد هذا الموعد بالذات...وهل ان المسألة ناجمة عن أسباب سياسية أم انها متعلقة بعوامل أخرى... مثل عامل المناخ... أو غيره)... ولقد دعمت الهيئة مقترحها...بالاعتراف...بوجود العديد من الصعوبات الفنية واللوجستية... فأكدت أنها (هذه الصعوبات) لن تسمح اطلاقا بتنظيم الانتخابات في هذا الموعد... ولن تساعدها على أن تكون نزيهة وشفافة...مثلما نريد... واذ أحدث هذا الموقف ضجة...فلقد جاء موقف الحكومة... منها ليحدث بدوره ضجة أخرى... من نوع آخر... ذلك أن مجلس الوزراء قد أعلن... تعلقه بتأكيد موعد 24 جويلية كموعد للانتخابات... مما أثار بدوره حفيظة الجماعة... المطالبين بالتأجيل... والذين تكاثروا بعد الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة... ولقد لاحظنا من خلال الموقفين(موقف الهيئة ثم موقف الحكومة)... أن الطرفين لم يقررا في المسألة... اذ قالت الهيئة انها تقترح تغيير الموعد في حين اكدت الحكومة انها لاترى موجبا لذلك... وتعللت باستعدادها لتوفير كل الامكانيات اللازمة من أجل انجاح هذه الانتخابات في موعدها المقرر... ليوم 24 جويلية لكنها لم تعلن قرارها بصفة قطعية... وباعتبارها صاحبة القرار النهائي اليوم...قد تصدع الهيئة بموقفها في هذا الشأن... لكننا متأكدون من أن هذا الموقف لن ينجح في حسم المسألة بصفة نهائية... ذلك أن الهيئة التي أكدت بالأمس... عجزها عن ضمان انجاح الانتخابات يوم 24 جويلية...وأعلنت قدرتها على ضمان النزاهة اللازمة لما في هذا الموعد... وحتى اذا تراجعت اليوم... وأعلنت استعدادها للقبول بهذا الموعد... فالأكيد أنها لن تنجح في اقناعنا بقدرتها على ضمان النزاهة المطلوبة للانتخابات... مما قد يجعلنا ندخلها ونحن مقتنعون بعدم جدواها... وبأنها لن تحقق لنا المطلوب...وبأنها سوف تنتظم في اطار «الماخذة بالخاطر وبطريقة لم الفضيحة، وربما..بأسلوب القشة على عين الفلوس... والذي نصفه بالفقهي... بذرّ الرماد على العيون... اما اذا تمسكت بموقفها المبدئي... ورفضت في ذلك الإنضمام لقافلة المعجّلين...فالأكيد أن هذه المسألة سوف تزيد الطين بلّة...وسوف تدخلنا مجددا في حائط جديد... لأنها قد تزيد أوضاعنا توترا... وهذا مالا نأمله...لأنه لايخدم مصلحة اي طرف... اين يكمن الحل اذن... وماذا علينا فعله لكي نتجنب مايحصل بيننا اليوم وهل يكفينا التوجه من أجل ذلك... الى كل هذه الأطراف حتى تترك الحسابات جانبا...من أجل مصلحة هذا الوطن... الأكيد أن هذه المسألة تستدعي من الجميع التحلي بالقدر الكافي من الحكمة ومن التبصر... ومن الوطنية الصادقة ومن التجرد اللازم من كل الحسابات الخاصة. ذلك أن سقوط حزب...في هذه الانتخابات...وحتى اذ اعتبر كارثة... من طرف أصحاب عليهم...فقد لايكون كذلك... على بلد بأكمله اذا كانت غايته تتمثل في خدمة هذا البلد... وفي مساعدته على الخروج من عنق الزجاجة... اقول هذا...لأننا قد بدأنا نلمس... بل نتأكد... بأن الحسابات السياسية قد بدأت تهدنا... وتأخذنا بعيدا عن واقعنا... ولاتريد لنا الخير...وأقوله...لأن مصيرنا قد ظل معلقا... ومبهما ومجهولا... حتى ان الواحد منا قد أصبح يتصور... بأنه قد يطلع علينا يوما... من يدعونا...للاعتماد على الرؤيا من أجل تحديد موعد أول انتخابات حرة نخوضها في بلدنا ربما... في اطار... الاستئناس... ومن أجل التعود... ياجماعة...بجاه ربي وين ماشين بينا... ولاتفعلوا بنا ما يفعله البغل حاشاكم بالكريطة...لاننا لسنا كذلك...