ذاك قول أول وقولي الثاني هو: إن السيدة أسماء بالطيب أعلنت وعرّفت المستمعين والمستمعات برقم الهاتف الذي يمكن للجمعيات أن تتصل به فيلقونها وتلقاهم، ولقد حاولت مرارا أن أتصل بها عبر ذاك الرقم للهاتف لكنني لم أجد أحدا يستقبل مكالمتي ويكلمني وهذا نقص يحسن تداركه وتلافيه أليس كذلك؟ اتصلت بصاحبة البرنامج عبر هاتف التلفزة، والغريب العجيب أنني لم أجد من له علم بالبرنامج ولا بصاحبة البرنامج، وقد أخذتني موزعة الهاتف الى بعض المسؤولين أو الموظفين في إدارة برامج التلفزة فلم أجد لدى أحدهم ما يفيد أن لهم علما بالبرنامج وصاحبة البرنامج والحال أنها كانت منذ سنوات تقدم في التلفزة برنامجا غنائيا ثقافيا.. ماذا يعني هذا؟ أسأل وكفى. وقولي الثالث أوجهه الى الفاضل المحترم ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية فقد ذكر وهو يقدم بيانات قصيرة عن جمعيات المعاقين فقال: إن أوّل جمعية للمعاقين بعثت في تونس هي جمعية اتحاد المكفوفين وذلك في الخمسينات من القرن الماضي وللتاريخ أستسمح ممثل الوزارة لأقول له وأقول للقراء الكرام: إن أول جمعية بعثت لرعاية المكفوفين هي جمعية أسّسها الشيخ القارئ الواعظ الاديب الشاعر الكفيف عبد العزيز مزيد كانت في صفاقس في سنة 1945 والذي دفعه الى بعثها انه كان قارئا في حلقة القراء بالجامع الكبير بصفاقس وهي حلقة كانت تشمل العشرات من القراء المكفوفين وحقوقهم في الغالب مهضومة لذلك دعا الى تأسيس هذه الجمعية وأنا للتاريخ أشهد أن الجمعية كان لها نشاط، وكان من بين مسيّريها المرحومون: أحمد سحنون، محمد الجلولي، عبد السلام الرقيق، فالرجاء كل الرجاء من وزاراتنا اذا جاءت تؤرخ الا ترى التاريخ دائما يبدأ من العاصمة، فالمدن التونسية أهلها قد يسبقون أهل تونس العاصمة. ومن باب الشيء بالشيء يذكر أقول: سنة 2009 نشرت وزارة الثقافة كتابا بمناسبة مائوية المسرح، وفي الكتاب قالت: إن تونس العاصمة كانت الاسبق لتأسيس جمعية مسرحية ولأن لي بعض المعرفة التاريخية فقد نبهت الوزارة الى أن نخبة طيبة من صفاقس أسست سنة 1909 جمعية مسرحية كان من ممثليها المرحوم الحبيب العكروت، وكان بعثها بمناسبة تدشين مسرح بصفاقس ما قولكم؟ فقد كانت تونسوصفاقس على خط واحد ومنطلقها في الزمن واحد. وقولي الرابع والأخير أعود به الى المنشطة التلفزية السيدة أسماء بالطيب لأطلب منها إذا كانت تريد النجاح لبرنامجها أن تخرج وتطوف بالمدن والقرى التونسية ففيها جمعيات انسانية وثقافية قد لا يوجد مثلها في الحيوية والنشاط ما في جمعية تونس العاصمة.. وإذا زرت صفاقس فسوف ترين جمعيات ترعى المعاقين اذا قدّمت عبر التلفزة شرفت تونس. ما قول القراء؟ ما قول المشاهدين والمشاهدات الذين تابعوا البرنامج التلفزي (جمعيات في بلادي)؟ أسأل وأحب أن أفهم. أحب أن أفهم: محمد الحبيب السلامي