يعتبر التسول في صفوف الاطفال احد عناصر مشاكل الطفولة في عصرنا الحاضر ، هذا علاوة عن الانقطاع المدرسي والانتحار " لا قدر الله"، وهذا العنصر الاخير قد افزع الجميع في سنوات الثورة ولنا في ذلك اكثر من مثال في الريف التونسي ومما زاد في انتشاره الفقر والجوع والحرمان وضبابية المستقبل ، وعودا للتسول فان الامر يدعو فعلا للاستغراب اذ كان المنحى الانحرافي الاجتماعي جديدا على اطفالنا ورغم ان الظاهرة موغلة في القدم وكان يمتهنها الفقراء الفقراء الذين اشتد بهم الاملاق والعوز فعلا ( وكلنا يتذكر قصيد الارملة المرضع ...لقيتها يا ليتني ما كنت القاها ..وقد اثقل الاملاق ممشاها ) .كان الشعور السائد وقتها هو الرحمة والتعاطف والسعي بدون شوائب لا عصرية ولا تربوية الى مد يد العون - والمساعدة التلقائية – في ابهى معانيها الانسانية والتضامنية ..ولسان حالنا يردد ما تربينا عليه وهو ان اليد اليسرى لا يجب ان تعلم عن قيمة ما تبرعن به اليد اليمنى..ثم بعد الثورة انتشر هذا المشهد بصفة غريبة حتى كاد يتفشى في جميع مدننا ومثل هذا المنحى تعرفه حتى اكبر البلدان العربية والغربية ولم يغب عن السعودية.. وضبط اكثر من متسول حتى في الحرم المكي ...ولكن المؤسف ان الكثير من المقاولين في التسول قد اتخذوا من الاطفال الابرياء متربصين في قطاع التسول ..ورايت بام عيني بعد صلاة الجمعة ...كيف الابرياء "يعرضون " عن ظهر قلب معلقات الاستجداء..على المصلين...