ماذا لو عدل بورقيبة بين الجهات؟ هو باني الدولة الحديثة ومناصر لقضايا التعليم والمراة ولهذا احببته ولكنه ايضا هو من كرس الجهويات رغم محاربته للعروشية.. نحن ابناء الشمال الغربي كبرنا على نعت 08 في اشارة الى الجهات المتخلفة وهذا التخلف كان خاصة في التنمية الاقتصادية .. الكاف وانا ابنة الجهة عرف بالفن والمسرح والفلاحة ولكن ابدا لم يعرف بغير ذلك حتى اذا ما انتصب مشروع كمصنع كابلوات السيارات تجد باعثه لا هم له الا تكديس المال على اكتاف الزواولة والهروب مع اول فرصة الى تلك الجهات التي احبها بورقيبة وسيجها اقتصاديا ضد الازمات .. الخيارات الاستراتيجية السياسية في الاقتصاد كانت او غيره يموت قائدها ولكنها تبقى ما بقيت الشعوب وهو حال شعب 08 مع خيارات بورقيبة المنحازة والظالمة.. ومر على الجهة ذاتها بن علي والان تمر عليها حكومات ما بعد 14 جانفي وابدا ما تغيرت ملامح الجهة سوى ان وجوه كادحيها اصبحت اكثر بؤسا وجيوبها اكثر خواء.. اسموها مناطق ظل ومناطق محرومة ومناطق ذات اولوية وما تغير شئ منذ سكن بورقيبة قصره قبالة جامع القادرية بحثا عن نسمة كافية تشفيه .. مازالت الكاف اللي داخل ليها يبكي رعبا ولكن لم يعد اللي خارج منها يبكي ايضا ولكن حبا 17 سنة مذ رحل بورقيبة... وستون سنة ويزيد منذ كتب علينا 08 ومازلنا لم نبرح بعد.. في التحصل معناها ... كبرت وانا احبه ولكني ايضا لكل ذلك انا لا احبه !