هو الأن في الخرطوم قد يعود غدا أو بعد غد، ولكن محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري قد لا يعود للتحكم في السياسة النقدية في البلاد بل سيضطر الى الركون الى راحة مطولة في قمرت حيث يقطن.. في 1993 كان لقائي باستاذ الاقتصاد و المحلل المالي في مجلة 'l économiste maghrébin 'ووزير الاقتصاد في عهد بورقيبة الشاذلي العياري. اذكر حين اتصلت به لاجراء حوار حول التحوير الجزئي للدينار التونسي 'la convertibilité partielle' اجابني'بنيتي انا بطال ما عنديش بيرو اما مرحبا بيك في داري في قمرت'. هو شخصية صارمة ودقيقة في اجاباته و'محراث' في العمل ولكن ايضا متخلق وودود خاصة مع حفيده الذي حضر لتحيتي حينها. وسي الشاذلي كان من المفروض ان يغادر البنك المركزي في نوفمبر القادم مع انتهاء فترته الثانية والاخيرة ولكن تأخره الكبير في التدخل لاسعاف الدينار من ذاك الانهيار التاريخي الذي عصف ايضا بوزيرة المالية عجل برحيله.. سي الشاذلي سيصبح مرة اخرى بلا 'بيرو' ولكن الاكيد اني لن اتصل به مرة اخرى فقد كان كاسحا اكثر مما ينبغي في اكثر من مناسبة مع الصحفيين !