لقد اختار "ماكرون" وزيره الاول الجديد من اليمين وهو "ادوارد فيليب" المقرب جدا من أحد أقطاب اليمين وهو "ألان جوبي". وهذا "جوبي" اليميني الذي تولى الوزارة الاولى في عهد "شيراك" ووزير الخارجيّة في عهد "ساركوزي" الى جانب العديد من المسؤوليات الحكومية الاخرى ثم ترشح للرئاسة الأخيرة وفشل. فهذا الوزير الاول الجديد "إدوارد فيليب" هو أيضا شاب ورئيس بلدية "الهافر" بفرنسا وله اعتبار جيد في الطبقة السياسية الفرنسيّة ومعروف باعتداله وحرصه على التوافق. لكن ما هي خليفة هذا التعيين؟ إنّه يؤكد أنّ "ماكرون" لا يرتبط في تشكيل فريقه الحكومي بأيّ حزب أو مجموعة أو جهة. إنّه يشتت التركيبة القائمة للأحزاب المتواجدة اليوم على الساحة الفرنسية. ولهذا ساد الغضب بمجرد سماع اليمينيين واليساريين لهذا التعيين الجديد. ولعل تركيبة الحكومة ستؤكد هذا التمشي لما يزيد المشهد السياسي الفرنسي من اصطدام وتشتت. المنتظر من تداعيات كل هذا على مستقبل الحياة السياسية بفرنسا وكيف سيكون ردّ فعلها على هذه الزوبعة؟ وكيف سيكون ردّ فعل الناخب الفرنسي في الانتخابات التشريعية الفرنسية المقبلة قريبا (بين 11 و 18 جوان المقبل). فهل ستثبت هذه الانتخابات نهج "ماكرون" وتجعل منه الزعيم الفرنسي الشاب الجديد أم سيخذله الناخبون وما قد يترتب عن ذلك على هذا المنهج الجديد الذي تقوم عليه سياسة "ماكرون"؟ الأيّام القليلة القادمة ستبرز لنا حقيقة هذه التداعيات.