بدأها معلّم متقاعد هو صاحبنا منذ سنوات طويلة ويعتبر أساسيا في تشكيلة جلستنا بالمقهى قال لا تستغربوا اذا طالبونا على عجل أو على مهل بآداءات تفرطس الرأس كأن يقولوا ادفعوا آداء على سيركم في أرض الله الواسعة كلّ واحد منكم يدفع معلوما شهريا على مشيه في الطريق فالشارع شارع الحاكم وقد دفع فيه دم قلبه من تعبيد وترصيف وتنوير ونظافة ولذلك لا بدّ لكلّ مترجل أن يطلع بالدزّة يدفع للحاكم وموش مزية وقال أكبرنا اسمعوا ولا تردّوا فلسنا هنا لا للاحتجاج ولا لترديد كلمة لا فالآداءات القادمة مقتلة متاع ضحك فسنسمع عن آداء في غاية الغرابة وهو من عجائب الدنيا العشرين سيقولون لنا ادفعوا معلوم كلّ ضحكة تضحكونها أما عن القهقهات فهي تتم برخصة ثمّ أن الآداء عليها يصل الى خمسين دينارا هاو القوّة هاو ضرب الديمقراطيّة وأزيدكم علما الدموع لم تعد بلّوشي فدمعة الفرح غالية وليست في متناول الجميع وباختصار لا حق له فيها أما دموع الحزن حاشاكم فالآداء عليها لا يتعدّى تفتوفة وهنا تدخّل نادل المقهى وقد سمع جانبا من حديثنا قال انّكم ترفسون وتريدون الخروج عن السكّة ففي دولة ديمقراطيّة شفافة دولة الحرية لا بدّ لكلّ مواطن أن يساعد الدولة وموش على كيفو لا يساعدها كما تحبّ دولته وليس من حقّه أن يختار فالآداءات من الواجبات وعلى الواحد منا أن يقوم بواجبه أما حّقه لا يهمّ فعلّق أحدنا بقوله ميسالش ميسالش ستانسنا فقلت الواحد منّا يعود الى سلوكنا القديم الحيط الحيط ورد بالك من البراكن الخايخة كول خبزتك مسارقة واعتبر الاداءات صدقات لله في سبيل الله واحسبها كما أحسبها هذا آداء على رحمة الوالدين والثاني على نجاح الأولاد والثالث على المسكين والرابع صدقة على المرحومين من القريب والبعيد والخامس صدقة على صحّة الأبدان والسادس صدقة يا مرحوم الوالدين وقبل أن أنسى على وفاء الزوجة الوفيّة والسابع صدقة على جد والدينا الّي خلاونا زبنطوط لا جبّة ولا كبّوط والثامن صدقة على الحق الّي في روشارش وتاسعة صدقة على حياتنا التي نحياها ولانعرف لماذا ولا كيف والعاشرة صدقة على طاصات أمخاخنا التي رحمتنا ولم تتفترش من الغلب