مباراة الافريقي والترجي انتظرها الجمهور الرياضي بعد تألق الافريقي في المغرب أمام الوداد وفي المقابل خسارة اللقب الافريقي بالنسبة للترجي والجميع انتظر مردودا يعيد الأمل في كرتنا بعد خيبة بوتسوانا.. ولئن كان الشوط الأول «مجنونا» كثرت فيه الاحتكاكات والمخالفات وكذلك الاوراق الصفراء وأهداف كل من اينرامو والذوادي فالثابت أن للدربي نكهة خاصة جدا والتحضير النفساني كان واضحا وجليا لذلك لم يستسلم الترجي بعد تسجيل الافريقي لهدف التفوق من العواضي.. نتيجة التعادل حسمت أمر اللقاء ليستفيد الصفاقسي والنجم بدرجة أولى من هذه النتيجة العادلة بين الترجي والافريقي.. النادي الصفاقسي لاح جاهزا للمهمة أمام مستقبل المرسى ورغم الغيابات العديدة فقد تمكن من تحقيق انتصار مستحق يعيد الأمل لدى أنصاره من أجل الاقتراب من الصدارة فيما لاح مستقبل المرسى عاجزا عن رد الفعل والماجري لم يتمكن من استغلال «الرجة النفسية» خلافا للصفاقسي الذي استغل كما يجب ارتفاع المعنويات بعد الترشح في أم درمان.. ترجي الجنوب انتفض هجومه وسجل 3 أهداف في شباك ثامري الجليزة وهو انتصار هام جدا يؤمن راحة العمل لليلي الذي غرس عادات جديدة في فريقه لعل أهمها اللعب الجماعي الجميل.. بينما سقط القوافل مرة أخرى مثله مثل الملعب التونسي الذي انهزم في المنزه أمام نادي حمام الأنف لتشتعل الاضواء الحمراء وتدخل هذه الهزيمة فريق البقلاوة في دوامة من المشاكل التي لا يمكن التكهن بانعاكساتها.. النادي البنزرتي حقق المهم وانتصر في دربي الشمال وما سهل المهمة تفكير لاعبي باجة في مباراة «سطيف».. ومع هذا فالبنزرتي لم يمر بعد الى السرعة القصوى التي عود بها الجميع.. سابقة «حميدة» قائد الفريقين ناديا بضرورة التحلي بالأخلاق الرياضية بغض النظر عن النتيجة قبل بدء اللقاء وهذه الدعوة لم يسبق أن عرفتها مبارياتنا وهي لقطة معبرة جدا والأمل أن تعي الجماهير دورها بدون الانحراف عن الميثاق الرياضي.. والثابت أن مثل هذه النداءات تفعل مفعولها في أنصار الفريقين وجماهير اللعبة عامة لأن تمريرها في التلفزة يصل مداها الى كل الجماهير الرياضية. 6 دقائق رهيبة مع تمريرة ذكية جدا للموهوب يوسف المساكني في اتجاه صابر خليفة يقع السويسي في الخطأ ويمنح ضربة جزاء للترجي تولى اينرامو تحويلها الى هدف استلزم استنجاد اللاعب النيجيري بمصورة لتخليد فرحة بقية اللاعبين بعدها ارتفع نسق اللعب بصفة ملحوظة ليتمكن بعدها الذوادي من تسجيل هدف ممتاز إثر تصويبة رائعة والأكيد أن الذوادي في جرابه الكثير شريطة الابتعاد عن مناقشة الحكام بمناسبة وبدونها.. هي 6 دقائق ارتفع فيها النسق وكانت بحق رائعة ولو تواصل اللعب بتلك الوتيرة لتابعنا «دربي» ولا في الأحلام.. سيناريو معاكس خلافا للشوط الأول حيث كانت الأسبقية للترجي نجح الافريقي في تسجيل هدف التفوق مع الدقائق العشر الأخيرة للمباراة بعدها بدقائق قليلة يصعد الهيشري فوق الجميع ويسجل هدف التعادل.. سيناريو تسجيل التفوق كان معاكسا في الشوطين، ففي الشوط الأول سجل الترجي وعدل الافريقي بينما في الشوط الثاني سجل الافريقي وعدل الترجي.. وهذه نكهة تختص بها مباريات الدربي.. منطق الأقوى النجم الساحلي حقق المطلوب وانتصر في دربي الساحل على أمل حمام سوسة واقترب أكثر من الترجي.. نجم الكبير بدأ يستعيد عافيته في حين لابد أن تبعث باشارات «حمراء» للأمل الذي بحث عن الرجة النفسية باستبدال المدرب لكن العكس هو الذي حصل.. الدفع بالحاضر النادي الصفاقسي المنتشي بترشحه الغالي في كأس الكاف أمام الهلال السوداني كان رد فعل أبنائه قويا رغم غياب 5 عناصر أساسية والسي آس آس ورغم مقاومة مستقبل المرسى استغل عامل المعنويات ليحقق انتصارا هو الأهم للاعداد لمباراة الفتح الرباطي براحة معنوية هامة.. ومستقبل المرسى دفع الفاتورة رغم إقدام الهيئة على تغيير الشبلي بالماجري.. لكن عزيمة هاشم عباس وبقية اللاعبين كانت أكبر للخروج بنتيجة المباراة وإعلان الصحوة. أجواء احتفالية ملعب المرسى كان شاهدا على توافد أنصار النادي الصفاقسي بكثافة وتشجيعها لفريقها بكل ما أوتيت من قوة والاجواء كانت احتفالية بحق وكأن هذه الجماهير جاءت لترد جميل اللاعبين على استبسالهم في ملعب «الموت» بأم درمان وحتى لما عدلت عناصر المستقبل النتيجة واصلت جماهير النادي الصفاقسي التشجيع فكان خير حافز لأبناء لوشانتر ليتقدموا للهجوم ويسجلوا هدف الانتصار قبل التوجه الى المغرب لإجراء ذهاب الدور النهائي لكأس الكاف.. دربي الشمال بارد دربي هذا الموسم بين النادي البنزرتي وأولمبي باجة لم يرتق الى ذاك المستوى المعهود وقد تكون انعكاسات الخروج من الكأس وهزيمة قفصة مخيمتان على أجواء أبناء الزواوي فكانت الارجل مكبلة بينما لاح جليا أن أبناء بلحوت يفكرون في مباراة وفاق سطيف أكثر من تفكيرهم في مباراة الدربي.. ولئن نجح البنزرتي في تحقيق المطلوب وهو الانتصار بهدف يتيم فهذا لا يمنعنا من التأثير أن المستوى العام للمباراة كان دون المأمول.. هل يصمد الدرويش؟ على إثر الهزيمة أمام نادي حمام الانف وعجز أكثر من لاعب في سد الشغور الذي تركه فهد شقرة والزعيري والعكروت وغيرهم ثارت ثائرة أنصار الملعب التونسي وهاجموا بشدة رئيس النادي محمد الدرويش وسياسته في تفريغ الفريق مقابل انتداب لاعبين لم ولن يضيفوا شيئا للفريق.. الدرويش اتعظ من خطئه السابق ولم يرد الفعل بل خير الدخول لحجرات الملابس والمكوث هناك الى أن غادرت الجماهير الملعب والثابت أن الملعب التونسي مقبل على فترة صعبة جدا قد تأتي على الأخضر واليابس بعد تحرك أكثر من طرف معارض لسياسة الدرويش!! المسراطي مر من هنا مجدي المسراطي وبعد أن فشل في تحويل ضربة جزاء الى هدف فعل المستحيل «لغسل الذنب» وبحث بأية طريقة عن تسجيل الهدف فثابر وصوب وعدد المحاولات الى أن تمكن من تسجيل الهدف في الدقيقة 59 إثر تصويبة قوية.. هدف لم يشفع للبقلاوة لأن همة أبناء دراغان تعلقت بتحقيق الانتصار وهو ما حدث ليجني زملاء بن شويخة انتصارا مستحقا وهاما. بصمات الليلي ترجي الجنوب يقدم كرة عصرية قوامها اللعب الجماعي والانتشار المدروس فوق أرضية الملعب وبصمات المدرب شهاب الليلي واضحة فإن فريقه أصبح يقدم كرة شبيهة بما كان يقدمها أمل حمام سوسة في عز وحتى أتعس أيامه.. والانتصار أمام الجار مستقبل قابس أكثر من معنى فزيادة عن أنه يعلن عن «زعامة» الجنوب فهو وفر للعائلة الجرجيسية الموسعة وللمدرب خاصة العمل في راحة بعد الهزيمة القاسية «واللي فيها وعليها» أمام حمام الأنف. وأخيرا سجل القصداوي! القصداوي لاعب رحالة «ما يسخنش بلاصتو» ليغادر نحو فريق آخر ولما وقع انتدابه من فريق الشبيبة استبشرت جماهير القيروان وانتظرت منه الكثير لكنه صام طويلا عن التهديف.. حتى دب شك في نفسه لكنه انتفض على وضعه وقدم مباراة كبيرة وكان نجم لقاء الشبيبة والقوافل وسجل هدف الانتصار الثاني للشبيبة فهل هي بداية الاستفاقة؟.. يوم ليك ويوم عليك في الجولة الفارطة حققت القوافل انتصارا مهما أمام الملعب التونسي وكان الاعتقاد سائدا بأن فريق بن بلقاسم «لقي الثنية» رغم ما يحيط بالفريق لكن الهزيمة أمام الشبيبة اعادت فتح الجرح خاصة والقوافل يقبع في المرتبة قبل الأخيرة ووضعه لا يبعث على الارتياح.. والدعوة ملحة لكل «الڤفاصة» ليلتفوا حول فريقهم قبل أن تقع «الفأس في الرأس».. الى الوراء در نتائج الملعب التونسي محيرة ومستوى اللعب المقدم لا يليق بحجم الفريق وبتواصل النتائج السلبية كما هو الحال فالبقلاوة ستجد نفسها تصارع من أجل ضمان البقاء.. هذه حقيقة خاصة وأن الملعب التونسي تنتظره مباراة صعبة في صفاقس.. مستقبل المرسى يغرق هو ايضا كما غرق فريق مستقبل قابس الذي «بقبق» ثم استسلم للمرتبة الأخيرة.. والسباق مازال طويلا وشاقا وما على الجميع الا الاتعاظ بالأخطاء واصلاح ما يمكن اصلاحه قبل فوات الأوان.