تعددت ، في المدة الأخيرة، إنتقادات الدساترة لماضيهم وتاريخهم وبعضهم البعض حتى خيل للمتابعين أن معركة إندلعت لتصفية الحسابات القديمة وتغيير المواقع طبقا للتحولات التي طرأت على الساحة السياسية، وقد أخذت هذه الإنتقادات نسقا تصاعديا يشارك في إذكاء لهيبه العديد من الوجوه الدستورية المؤثرة والتي تتمتع لدى الرأي العام بالداخل برصيد نسبي من المصداقية، فبعد الزيارات التي أداها بعض المسؤولين التجمعيين القدامى إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والتصريحات المهادنة له ولحركته من قبل البعض الآخر ، صعد بعض ديناصورات الحزب المنحل على منابر تقديم الشهادات المشحونة بالتهم ضد الحزب الذي قادوه والنظام الذي تحملوا فيه أعلى المناصب ومن هؤلاء إدريس قيقة الذي كان من أكثر وزراء الزعيم الحبيب بورقيبة حضورا في حكوماته المتعددة ولكنه وجد الفرصة ليتهمه بتزوير الإنتختبات. تداعيات هذه " الإنزلاقات" لن تكون إلا صاخبة ، وقد أنهت مبدئيا آخر الآمال في إمكانية توحيد الدساترة وزادت وضعيتهم تعقيدا وأغرقتهم في معركة تكسير عظام بعضهم البعض.