تابعت أخيرا على أحد القنوات الفرنسية تحقيقا اخباريا حول اندونيسيا: تاريخها وحاضرها ومستقبلها . وما لفت انتباهي في هذا التحقيق هو الماضي وحتى القريب منه والمآسي ومظاهر الفقر والخصاصة والتشرد الذي كانت عليه أندونيسيا بمسلميها وغير مسلميها والذي يبلغ عدد سكانها اليوم (280 مليون ساكن) وتتألف من مجموعة كبيرة من الجزر. ولف نظري بصفة خاصة التقدّم الحاصل اليوم في هذا البلد رغم دوام بعض مشاكله وهو التعايش بصفة عامة بين الاديان وبداية ترسخ مقومات الديمقراطية والتقدم الاقتصادي الهائل الذي جعل اليوم من هذا البلد رغم انخفاض أجور موظفيه مقارنة بالبلدان القريبة منها هو سادس قوة اقتصادية في العالم (كما يقولون) ويُنتظر أن يكون في السنوات القادمة خامس إن لم يكن الرابع قوة اقتصادية في العالم. ولعلّ أسباب هذا التقدم الكبير في مستوى الحياة في أندونيسيا هو إقبال الاندونيسيين على العمل وبذل الجهد والتعايش السلمي الى حد ما بين مختلف مكونات المجتمع الاندونيسي بما يجعل البناءات ترتفع ومقومات العيش تتحسن والأمل يقوم في هذا البلد الذي كان منذ سنوات قليلة في هاوية وخلافاته دامية وانحرافاته شائعة.