في تقرير نُشر يوم الخميس الماضي وقام به عدد من خبراء منظمة الاممالمتحدة بخصوص الامكانيات التي بقيت متوفرة اليوم لدى "داعش" و"القاعدة" مؤكدة أنّ قدرات كبيرة لمّا تزل تمتلكهما هذان التنظيمان الاراهبيان وذلك رغم ما أصابهما من الضربات العسكرية التي استهدفتهما. وجاء في هذا التقرير أنّ تنظيم "داعش" الاراهابي لا يزال قادرا على مدّ مناصريه والمتحالفين معه بأموال كبيرة وبالمعدات في الشرق الاوسط ومصدر هذه الاموال بالأساس من استغلال النفط والضرائب المفروضة على السكان وكذلك ما يحصل عليها الارهابيون من أموال كفدية مقابل الافراج عن الرهائن. ولفت هذا التقرير الذي يبلغ 24 صفحة أنّ تنظيم "داعش" مازال يواصل تشجيع مناصريه على تنفيذ هجمات في أوروبا التي تمثل لهم أولية. كما يسعى هذا التنظيم في التمركز في جنوب شرقي آسيا مثلما كشفت عنه المعارك التي قامت في جنوب الفيليبين أخيرا. كما يوضح هذا التقرير أن التوجه الى سوريا والعراق للانضمام للارهابين بدأ يتراجع. ويحذر التقرير من خطر عودة عدد من الارهابيين الى بلدانهم من الشرق الاوسط بعد أن تدربوا على انواع عدة من القتال. كما أكّد التقرير أنّ هذه المجموعات الاراهبية المنتمية ل"داعش" تطورت امكانياتها مثلما أشرنا إلى ذلك في الورقة السابقة من "اليوميات"، وتحسنت قدراتها على الدعاية الى جانب الكفاءة في استعمال الطائرات دون طيار والقيام بعمليات مراقبة واستعمال المتفجرات الصغيرة الحجم واستغلال اساليب جديدة لنشر الارهاب والتشجيع عليه لدى الاطراف المهيأة له نفسيا وثقافيا واقتصاديا. وبيّن التقرير أن عدد مقاتلي "داعش" في ليبيا يتراوح بين 400 الى 700 نفر. كما أن تنظيم "القاعدة" مازال يمثل تهديدا لا يُستهان به في منطقة الساحل وكذلك الشأن في شرق افريقيا حيث يبلغ عدد الارهابيين بمختلف هذه التنظيمات الاجرامية الارهابية بين 6000 الى 9000 نفر. وهذا ما يجعلنا نؤكد مجددا على ضرورة ملازمة اليقظة والتوقي من مخاطر هذه الفئة من المجرمين والتحذير خاصة من دفع فديات للإفراج عن المحتجزين.