رغم تأثير عامل الزمن وتقدمها في السّن مازالت الكبيرة زهيرة سالم لها باع وذراع وصولات وجولات في المجال الغنائي وهي التّي حافظت على كلّ مقومات صوتها الرخيم وحيوتها المعهودة وتماهيها مع محبيها من الحضور وهي تصعد ركح المهرجان الثقافي ببنزرت الجنوبية ليلة أمس الثلاثاء لتحيي حفلا موسيقيا حملنا جميعا في رحلة من الابداع و الحنين إلى الكلمة الجميلة والصورة الشعرية الأجمل وأيضا إلى الغناء التونسي الأصيل و الصوت الجهوري الحسن. كانت زهيرة سالم نجمة السهرة بلا منازع وغنّت كما لم تغنّ أبدا وحيّت جمهورها الذي مازال يحفظ أغانيها عن ظهر قلب بل هناك شريحة من الأجيال ربما لأوّل مرّة تكتشف من هي زهيرة سالم ورغم ذلك تفاعلت مع غنائها و حضورها وقاسمتها الغناء و الرقص والتفاعل.. طيلة حفلها الموسيقي أعادتنا زهيرة سالم إلى زمن السبعينات، وأعادت التونسي إلى التونسي، حين كانت نجمة من نجوم الفن التونسي الأصيل تدرجت زهيرة سالم طيلة السهرة في أغانيها وأمتعت الحضور بأشهرها على غرار "اعطيني شريبة لله" و"بجاه الله يا حب اسمعني" و"باطل يا حمّة باطل " و"الليري يا ماّ " و "تعاهد فيّا اعلاش" و"اتفكر حبي ليك" و"سامحني كان غلط معاك" وبطلب من الجمهور غنّت له "أمّي يا أمّي ". فكانت بالفعل سهرة الحنين ورحلة الابداع في أرجاء الزمن الجميل للفن التونسي الأصيل، سهرة أنستنا الكلمات الممجوجة والألحان السريعة والأصوات الهزيلة التي طغت الآن على الساحة الفنية وجعلت شعارها الكبير الرداءة وقلّة الذوق...