عجبي ويا عجبي على حال شيوخنا العرب والمسلمين ودعاتنا الذي يدعون مباشرة أو بصفة غير مباشرة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني و آخر هذه الفتوات ما صدر عن الشيخ و الداعية المصري المعروف خالد الجندي الذي أفتى وأنّ "سبّ الكيان الصهيوني محرّم" فعن أي تحريم تتحدث أيّها الداعية؟ فألا تعتبر فتواك هذه تمهيد لفتح باب التطبيع على مصراعيه مع الكيان الصهيوني المحتل ل 70 بالمئة من فلسطين التاريخية.؟ أمّا تعلم أنّ التطبيع مع الكيان الصهيوني هو تسليم لهذا الكيان الخبيث بحقه في الأرض العربية بفلسطين ، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية ، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام و الرضا بأبشع مراتب المذلة والهوان والتنازل عن الكرامة و عن الحقوق ،ويصبح بالتالي التطبيع شكل من أشكال تكريس الاحتلال في حين وأنّ تجريم التطبيع هو شكل من أشكال المقاومة للاحتلال.. ما دفعنا لهذا الموضوع ما يتم تداوله هذه الأيام حول السماح لدولة عربية لمواطنيها من زيارة اسرائيل وفقا لما ذكرته أحد الصحف للكيان الصهيوني وتزامن ذلك مع الفتوة المصرية في تحريم "سبّ الكيان الصهيوني" هل نحن مقبلون على حملة واسعة تعمل وفق لأجندات معيّنة و لحساب اسرائيل..؟ إن كان ذلك كذلك فبركاتك أيّها الداعية المصري و هنيئا للكيان بهذه الموجة الجديدة التّي تخدم مصالحه وأهدافه ولكن ما يميّزها هذه المرّة هو خروج هذه الدعوات للتطبيع من "تحت الطاولة" ومن خلف الأبواب المغلقة للعلن وبكلّ وضوح بل بكلّ وقاحة امعانا في طمس القضية الفلسطينية و مسحها من الوجود وتجاوز تاريخها وحضارتها و القفز على الجغرافيا هكذا بشطحات بعض الشيوخ و الدعاة و البعض من الساسة العرب الأشاوس الذين فرّطوا في كلّ شيء بأبخس الأثمان وبالتالي اقترح على الكيان الصهيوني تمكين هؤلاء المتصهينين العرب من الجنسية الصهيونية حتّى يكون لكلامهم ودعوتهم وقع وتأثير. و لكن فقط أذكر هؤلاء المتصهينون الجدد أنّ هناك من سبقهم في مثل هذه الأدوار القذرة و الرخيصة و على رأسهم الخائن لحود ففتشوا عنه لعلّكم تجدوه في مزابل التاريخ أمّا فلسطين فهي باقية ببقاء أبنائها و بوجود من آمن بعدالة قضيتها ...