عدد من الأنشطة المتصلة بالشعر وفنونه تشهدها اللقاءات الدورية لبيت الشعر بالقيروان وخلال الأيام القليلة الفارطة كان هناك نشاط نوعي وهو بادرة طريفة وجادة تعبر عن حيز آخر من عوالم الشعر و الشعراء الشاسعة حيث كان النشاط عشية السبت 7 أكتوبر بمثابة التخريجة الفريدة وهي الأمسية الشعرية التي كانت بعنوان : أزواج شعراء "..فعبر التاريخ العربيّ والعالمي كانت هناك علاقات عاطفيّة منشؤها الشعر منها ما لم يُتوّج بالزّواج مثل علاقة ولاّدة وابن زيدون ومي زيادة وجبران ومنها ما كان فيها الشعر مجمّعا مثل علاقة اعتماد وابن عبّاد ..وفي تونس اليوم زيجات ناجحة بين شعراء وشواعر .." التقى معهم جمهور و رواد وأحباء بيت الشعر بالقيروان بادارة الشاعرة جميلة الماجري في حوار حول دور الشعر في حياتهم وما يترتّب عن ذلك من أسئلة... وقد استمتع جمهور البيت بعدد من القراءات الشعريّة للشعراء والشواعر المشاركين الحبيب الهمامي وراضية الهلولي ونزار الحميدي وأمامة الزاير ومحمد أمين بن علي و سحر الغريبي وذلك بعد كلمة مديرة البيت التي أبرزت أهمية ونوعية هذه الأمسية التي جاءت لتضفي ضربا من الحميمية والود بين الشعراء . ومن ناحية أخرى صدرت في لندن وعن منشورات مومنت، المجموعة الشعرية بعنوان "ذاكرة الطير" للشاعرة مديرة بيت الشعر بالقيروان جميلة الماجري، في طبعتين، ورقية والكترونية، ويأتي ذلك ضمن النشاط الشعري للشاعرة و بعد عدد من مجاميعها الشعرية التي اهتم بها النقد وتم تلحين عدد من قصائدها ومنها القصيدة الشهيرة التي غنتها الفنانة سنية مبارك "كبير عليك الهوى..." ومن قصائد الماجري نذكر هذا النص الشعري بعنوان " خريف " : " خؤونٌ كطبعكَ هذا الخريف يباغتُنا بالأعاصير.. لا يُمهل الرّوح حتّى تُجمّع ما قد تناثر من ياسمينٍ على عتبات المصيف عنيدٌ كطبعكَ هذا الخريف وقلبي تقَلَّدَ حكمتهُ مِنْ ثبات الفُصولِ وصار يُسيّجُ بالصّخر بستانهُ قبل دفقِ السّيولِ ويربط شريانه قبل بدْء النّزيف مُريبٌ كطبعك هذا الخريف له منك هذا التّقلُّبُ يغدو بطبْع الرّبيع الجميل ويُمسي بطبع الشّتاءِ العنيف مُخيفٌ كطبعك هذا الخريف يعلّمُنا كيف نغدو جِبالأً وطيْرًا يُهاجرُ عند ابتداء الرّفيف "...