خلال أمسية رمضانية رائقة كان عشاق القافية على موعد مع حوار شعري جمع بين رقة المعنى وسحر الكلمات في حوار شعري أثثها فرسان القوافي الشاعر محمد الغزي والشاعرة جميلة الماجري من القيروان والشاعرة ضحى بوتريعة من سبيطلة. الأمسية الشعرية التي شهدت حضور عدد محترم من محبي الشعر، راوحت بين قراءات للشعراء المشاركين من آخر إصداراتهم الشعرية وبعض الأعمال القديمة المتجددة وأدار حوارها الشاعر حسين القهواجي الذي عرف جمهور الشعر ببعض من قبر وطوي من الشعراء القيروانيين مثل الشاعر محمد بوشربية وعمر الجمالي، الصديق المغمور للشابي كما ذكر باحدى قصائد الراحل جعفر ماجد في تغنيه بالقيروان. اللقاء الشيق افتتحته الشاعرة جميلة الماجري (رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين) ب«تحية لتونس» ثم قرأت للقيروان ولأروى القيروانية زوجة أبي جعفر المنصور قصيدة وفاء بعنوان «نبوءة أروى القيروانية» وراوحت بين قصائدها ما ورد منها بالمجموعات الشعرية وما حفظت عن ظهر قلب. وكما تتهدل أعذاق النخيل، انسابت الكلمات الشاعرية عبر ديوان الشاعر محمد الغزي وهو يتلو ترنيمات عن «آدم» الذي أجزاه قصيدة الكينونة والمجد وتحدث عن الموت والحياة والعشق كما تلاعب بمفردات المعاجم دون ان ينسى ان يفرد هوى القيروان بقصيدة شدت إليها أعناق الساهرين. وفي تجربة ذهنية وجودية قدمت الشاعرة ضحى بوتريعة ثلة من قصائد تطفح بلاغة وحسنا بديعا عن «الصباح» و«الغاوون» شدت بها أسماع الحاضرين المرهفة «تهفهفها» نسمات رمضانية تحت رذاذ المطر المنشود. وتأتي الأمسية الشعرية ضمن الأنشطة الرمضانية بدار الثقافة بالقيروان التي تراوح بين الشعر والموسيقى والمعارض الفنية والعروض السينمائية المدعومة من مندوبية الثقافة في اطار تنشيط المدينة بشكل مستمر وهو ما من شأنه ان يخلق حراكا ثقافيا يأمل المتابعون في ان يساهم في حلحلة المشهد الثقافي الذي يحتاج الى أكثر من عروض لا تزال تتسول الحضور الجماهيري.