كشفت دراسة حديثة نشرت نتائجها صحيفة "نيويورك تايمز" أن فعل الخير والمشاركة في الأعمال التطوعية لمساعدة الأشخاص والتبرع لهم، قد يكون أحد سباب شفاءك لو كنت مريضا. وأشارت الصحيفة أنه في الأشهر الماضية تسببت الكوارث الطبيعية في الولاياتالمتحدة وبحر الكاريبي في ترويع العديد من السكان، لكن كان هناك جانب مشرق وهو التبرعات السخية التي أعقبت الكوارث. لكن التبرعات السخية لم تعد بالنفع فقط على المتضررين من الكوارث، إنما نفعت أصحابها المتبرعين بها، حيث قال إيشيرو كواتشي، أستاذ علم الأوبئة الاجتماعية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، إن "هناك دراسة تشير إلى أن الروابط المجتمعية في غاية الأهمية من أجل القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث المادية". وأضاف قائلاً أن "التطوع أمر جيد، ليس فقط لصحة الأشخاص الذين يتلقون الدعم المجتمعي؛ بل حتى لصحة الذين يقدمون مساعدتهم". ويقول عالم الاجتماع كريستين كارتر، الزميل في مركز علوم بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: "أحد الأسباب هو أننا بشر، وقد تطورنا على منهج النجاة على طريق مجموعات، وليس أفراد، كما أن الوقوف معا في مثل هذه المواقف يجعلنا نشعر بأننا أقل وحدة في التجربة". وأضاف كارتر: "عند تهديد بقاؤنا على قيد الحياة، نتواصل مع بعضنا البعض ونقوي روابطنا مع الناس من حولنا. نظهر السخاء، والرحمة، وهذه هي المشاعر التي تعمل على ربط بعضنا ببعض". تكشف الصحيفة أن الأدلّة العلمية تدعم فكرة أن فعل الخير بإمكانه أن ينفع عندما نتطوّع ونكررها بانتظام، مشيرة إلى أن هذا غير مقتصر فقط على الفترات التالية لكارثة طبيعية، فالتطوع مرتبط بمنافع صحية مثل خفض ضغط الدم وخفض معدلات الوفاة. ويعمل الدكتور ريتشارد ديفيدسون، عالِم الأعصاب ومؤسِّس مركز العقول الصحية في جامعة ويسكونسن بمدينة ماديسون، على دراسة آثار المشاعر الإيجابية، مثل الرحمة واللطف، على الدماغ منذ التسعينيات. وقال ديفيسون إن المخ يتصرّف على نحو مختلف خلال أفعال الكرم مقارنة بما يبدو عليه خلال أنشطة الاستمتاع. وبين أنه "عندما نفعل الأشياء من أجل أنفسنا، تكون تلك المشاعر الإيجابية عابرة كما أنها تعتمد على عوامل خارجية"، لافتا إلى أنه "عندما نشارك في أعمال توصف بالكرم، فإن تلك المشاعر الإيجابية تكون أكثر استمرارية، وهي تستمر حتى بعد الحدث الذي نحن منخرطون فيه". ولا يستبعد الدكتور جون روي، أستاذ السياسة الصحية والشيخوخة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في نيويورك، أن يتم وصف السخاء والتبرع كعلاج لبعض الحالات المرضية. وقال: "لدينا معلومات كافية لنبرر مبادرة هامة بمجال الصحة العامة، حيث أنه إذا كان هناك شخص متقاعد في مكتبي، أسأله: هل تدخّن؟ هل تمارس الرياضة؟ كيف يبدو نظامك الغذائي؟ وينبغي لي أيضاً سؤاله ما إذا كان يتطوع".