بدأ صبر "الصفاقسية" ينفد بعد تواصل المماطلة والتّسويف في تنفيذ القرارات الخاصّة بوضع حدّ لكل الأنشطة الملوّثة بمصنع "السّياب" واستبدالها بأنشطة غير ملوّثة وإحداث مركز بحوث وقطب تكنولوجي ومركّب رياضي – حسب ما أعلن عنه رئيس الحكومة يوسف الشّاهد خلال زيارته لولاية صفاقس في شهر أفريل الماضي. وهناك حاليّا غضب شديد في أوساط سكّان عاصمة الجنوب الذين عادوا منذ أسابيع للتّعبير عن عدم ارتياحهم لتواصل الأنشطة الملوّثة بمصنع "السّياب". والشّيء الذي زاد في حدّة غضب أهالي عاصمة ونشطاء المجتمع المدني بها هو نشر طلبات عروض من قبل المجمع الكيميائي التّونسي بإحدى الصّحف منذ أيّام يخصّ اقتناء معدّات لتأهيل وحدة إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع لفائدة إدارة التّمويل بمعمل السّياب بصفاقس رغم الاتّفاق منذ أشهر على وقف إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع مع نهاية سنة 2017. أعضاء تنسيقية البيئة والتّنمية بصفاقس ونشطاء المجتمع المدني بالجهة عبّروا عن رفضهم القاطع للتّراجع عن القرارات التي تخصّ وقف الأنشطة الملوّثة لمصنع "السّياب" – وهي قرارات جاءت إثر نضالات تواصلت على امتداد سنوات طويلة. وحسب آخر الأخبار التي وصلتنا بدأ الإعداد لتحرّكات احتجاجية شعبية واسعة للمطالبة بغلق مصنع "السّياب" – هذا المصنع الذي قضى على الأخضر واليابس وتسبّب في كوارث بيئية وصحّية لأهالي مدينة المليون ساكن.