تشهد مدينة صفاقس منذ يوم الأٍربعاء 22 فيفري الماضي احتجاجات متواصلة بسبب رفض الحكومة الاستجابة لحاجة متساكني عاصمة الجنوب الماسّة لتفعيل قرار غلق وتفكيك مصنع "السّياب" للأسمدة الكيميائية وتجاهلها لمطالبهم العديدة بوضع حدّ لتهميش ولاية المليون ساكن وإعطاء دفع للتّنمية بالجهة. كردّ فعل على هذه الاحتجاجات التي تقودها تنسيقية البيئة والتّنمية ومنظّمات المجتمع المدني قرّر العاملون بمصنع "السّياب" تنفيذ وقفة احتجاجية أمام مقرّ ولاية صفاقس صباح اليوم الخميس بدعم مطلق من الاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس للتّعبير عن معارضتهم لغلق المصنع المذكور مع التّعبير عن حرصهم كذلك على القضاء على الأنشطة الملوّثة للمصنع – حسب ما ورد في بيان أصدره الاتّحاد الجهوي للشّغل يوم أمس الأربعاء. وحرصا منهم على تفادي حصول حالة احتقان وربّما مواجهات بين الجانبين قرّر بعض مسؤولي تنسيقية البيئة والتّنمية بصفاقس يوم أمس الأٍربعاء تعليق الاعتصام المفتوح أمام مقرّ الولاية لمدّة 24 ساعة وإخلاء الخيمات الموجودة بالمكان من المعتصمين في انتظار تنظيم الوقفة الاحتجاجية للعاملين بمصنع "السّياب" صباح اليوم. نشطاء المجتمع المدني ومواطنو الجهة فوجئوا خلال اللّيلة الفاصلة بين يوم أمس الأربعاء ونهار اليوم الخميس بتعرّض خيمات الاعتصام إلى العبث بمحتوياتها وتمزيق اللّافتات الموجودة على واجهتها وبداخلها – وهو ما أدّى إلى حالة غضب شديد في أوساط متساكني الجهة والذين أصبحوا متخوّفين من إمكانيّة خروج الاحتجاجات عن إطارها السّلمي وما قد ينجرّ عن ذلك من احتقان شديد وعنف تبقى عاصمة الجنوب والبلاد في غنى عنه في الظّروف الحالية