قرأنا في الصحف السيارة وسمعنا من اصحاب الحسابات والأطماع السياسية الضيقة أو ما يعرفون بالعامية بالنبارة ان شهريات وجرايات هذين الشهرين الاخيرين(نوفمبر وديسمبر) ستغيب عن جيوب المواطنين والمواطنات باعتبار ان الدولة برمجت ميزانياتها الفارطة باحتساب عشرة شهور لا غير منتظرة حتى انقضاء الأزمة وتحسن الأمور . وبقي التونسيون ينتظرون بعد هذا الخبر المؤلم الصاعق الموعد العادي لتنزيل الشهريات على احر من الجمر ..فاذا بانتظارهم لم يدم قليلا ولا طويلا واذا بشهرياتهم والحمد لله تتنزل في مواعيدها وروزنامتها العادية واذا بهم يقبضونها بايديهم قبضا ويتحصلون عيها تحصيلا بل وبعضهم زادته الدولة والحكومة فتحصل على منح الترقيات والعلاوات المعروفة والمعلومة التي وعدت بها الحكومة التونسيين في السنة الفارطة بالاتفاق مع اتحاد الشغالين الذي يدافع على حق العمال في جميع المجالات وفي كل القطاعات.. وانني لأظن ظن اليقين ان المعارضين وان النبارة من السياسيين الذين كثيرا ما يقال عنهم وما يصدق فيهم ذلك المثل (انهم يصطادون في الماء العكر) وانهم يتمنون للحكومة وللدولة الحالية ولهذه البلاد في هذا الاصطياد ان تسقط وان تفشل وان تتبخر وان تعجزوان تتفرقع وان تنفجر اقول اظن بل اجزم انهم قد اصابتهم مرة اخرى الخيبة والخسران وضاعت مصداقيتهم وديست بين الأرجل وبين السيقان واصبح شانهم وموقعم لدى التونسيين في اسفل السافلين وفي خبر ان وفي خبر كان.. فاللهم ادم على التونسيين والتونسيات نعمة تنزيل الجرايات والشهريات والمنح والعلاوات واجعل كذب وكيد وحسد النبارة في نحورهم في اقرب الأوقات حتى تستريح منهم البلاد وتواصل طريقها بكل ثقة وبكل ثبات وليت هؤلاء النبارة يتذكرون في كل آن وفي كل وحين ان فن السياسة الصادقة الحقيقية لا يتمثل في إرادة وتمني الشروالفشل للاخرين وانما يتمثل في الاعتراف بحسنات وفضل العاملين الصادقين حتى ولو كانوا من الخصوم ومن المخالفين ومساندتهم بالراي النزيه المتين وبالعمل المفيد بالشمال وباليمين في كل حال وفي كل حين وليتهم ايضا يتذكرون ماجاء في ذلك المثل الواضح الذي لا يشك في صحته كل عاقل وكل نبيه والذي جاء فيه(من حفر جبا لاخيه وقع فيه)