اقترب موعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على صاحبه افضل الصلاة وازكى السلام ولم تعد تفصلنا عنه غير بضعة ايام وعاد التذمر كالعادة والعوائد الروتينية من ثمن مادة الزقوقو الذي يمثل في بلادنا التونسية قلب وروح ومخ اعداد العصيدة التقليدية. والغريب في الأمر اننا لم نسمع التونسيين يتذمرون ويتجادلون ويتأففون من ثمن خبزة قاتو راس السنة الميلادية بل يقبلون على ارفع الأنواع والأثمان منها برغبة وصمت ورضا يسجل ويؤرخ في الكتب التاريخية هذا اضافة الى ما يشترونه معها لقضاء تلك السهرية الهستيرية من مشروبات غازية وروحية وما يعدونه قبلها من اطعمة فاخرة غربية وشرقية او ما ينفقونها من اموال طائلة عند قضاء ليلة راس السنة الميلادية في النزل والفنادق المحلية او الخارجية.. نعم يا سادة ويا مادة دلنا الله واياكم الى طريق الرشد والشهادة فالتونسي غريب وعجيب الأطوار لا يخضع الى مقياس صحيح ولا يستقر له قرار ويحار في فهمه اكبر العقلاء واعظم الحكماء في جميع وكل الأمصار فهو يتلون وتتبدل مواقفه من النقيض الى النقيض كما تتلون وتتبدل الحرباء وقد ينفق التونسي في عيد ميلاده او في اعياد ميلاد ابنائه او في اعياد ميلاد من يحبهم اضعاف اضعاف ما ينفقه في المولد النبوي الشريف ويقول اذا سئل عن ذلك (انا صاحب جو وصاحب كيف) ولا تهمني في سبيل كيوفي و(شيخاتي) ما انفقه وما اصرفه من المصاريف. اذا وبمختصر الكلام فاننا لم نسمع التذمرولم نر ضجر وتبرم التونسي الا عندما يحل موعد شراء زقوقو وفاكهة عصيدة المولد النبوي الشريف كل عام ولكان الدنيا عنده ستقف وينتهي اجلها اذا اشترى هذا الزقوقو ببضعة دنانير ولكن الغريب في الأمر أنه قد يشتري هذا الزقوقو بنفس أو بارفع من ذلك السعر الذي تذمر منه هذه الأيام في سائر ايام العام اذا اشتهاه وخاصة في شهر رمضان دون تبرم او ضجر او كثرة كلام ناسيا موقفه منه في المولد النبوي الشريف بقي ان اشير في خاتمة هذا المقال الى انه لولا عادة اعداد العصيدة (الزقوقية) في هذه المناسبة منذ سنوات في هذه البلاد لنسي الناس تاريخ ميلاد رسول الله محمد خاتم الرسل والأنبياء فعصيدة الفارينة اوالسميد التي يدعي بعضهم انها هي العصيدة المناسبة لهذه المناسبة يعدها كثير من التونسيين في سائر الأيام ولم تكن يوما مميزة ليوم الاحتفال بمولد سيد الأنام فاللهم من علينا ومكنا ولا تحرمنا من اعداد عصيدة الزقوقو باللوز والجوز والبوفريوة والبندق حتى لا ننسى سيرة وتاريخ نبيك ورسولك محمد ذلك الرجل العظيم المؤدب المتخلق الذي سطع نور مولده على العالم فأضاء وأشرق والذي انزلت عليه كتابك الكريم الذي كلما مرت الايام والسنوات وكلما تعاقبت الأزمنة والعصور الا وازداد نورا على نور ومضى من تألق الى تألق