تواجه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد براكين مضطرمة من الأزمات الأمنية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية ، هي إرث ثقيل جدا ومتراكم لسبع سنوات عجاف غلبت عليها مظاهر الفوضى والإنفلات والتسيب والإرتجال وتعطل مؤسسات الإنتاج وتلاشي هيبة الدولة وضعف مؤسساتها وتهميش النخب وإقصاء الكفاءات وترك الحبل على الغارب للشارع ليفرض إرادته عبر ضغوطات الإحتجاجات والإضرابات وفي خضم هذه المد المضطرب إتسعت رقعة الفقر بعد أن ضرب بسياطه المؤلمة الطبقة الوسطي وهي الأكبر والأهم في تركيبة المجتمع وأساس توازنه. يمكن إعتبار ظاهرة الفقر الزاحف بسرعة وشراسة كبيرتين، والذي صنف بلادنا ، أخيرا ، كرابع الدول الأكثر فقرا في العالم العربي ، أخطر أزمة تعترض البلاد في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة والحرجة من مسيرتها، خاصة وأن تردي الأوضاع الإقليمية وتواصل ما يشبه الحرب الأهلية في ليبيا وما تداعى عنها من مشاكل إرتدادية على بلادنا زاد في تعميق أزمة الفقر المتفاقمة بشكل مزعج.