كنت أعتقد دائما أن العمل هو أحسن طريقة لمقاومة الاكتئاب والقلق وتحقيق السعادة والشعور بالانتعاش والفرح.. فمن يعمل لا يقلق.. وليس لديه الوقت للشعور بالمشاعر السلبية بدليل أن المتقاعدين أكثر الناس شعورا بالملل والقلق وحتى بالاكتئاب.. كنت أعتقد ذلك اعتقادا جازما الى أن قرأت أمس ما نشرته وكالات الأنباء وبالذات جريدة «المصريون» التي نشرت نقلا عن شبكة (سي بي أس نيوز) الأمريكية قائمة بأكثر الوظائف التي تتسبب لمن يشتغلون بها حالات اكتئاب وقلق وهمّ وغمّ.. وقد جاءت تفاصيل ذلك على النحو التالي: أعدت شبكة (سي بي إس نيوز) الامريكية قائمة بأكثر 10 وظائف كآبة في العالم، اذ تتسبب هذه الوظائف في أعلى نسبة اكتئاب لموظفها كل عام، وحظيت وظيفة العاملات في الحضانة ومراكز رعاية الاطفال بالمركز الأول في الوظائف التي تتسبب اكتئاب، حيث عاني ٪11 من العاملين فيها من الاكتئاب الحاد. وفي المركز الثاني تأتي وظيفة عمال المطاعم، حيث يعاني ٪10 في الاحصاءات الرسمية من اكتئاب حاد ومزمن، منهم ٪15 من النساء، ويأتي الاكتئاب الأكبر في أن العملاء لا يظهرون أي تقدير للموظفين، بل على العكس يعاملونهم بشكل وقح، وأحيانا يتحرشون بالنادلات. وجاءت وظيفة «العامل أو المصلح الاجتماعي» في المركز الثالث، وهم من يعملون في مراكز الرعاية ويتعاملون مع الاطفال الذين تعرضوا للاساءة او العائلات التي تعرضت لكارثة أو أزمة نفسية، يليهم العاملون بالمجال الطبي، سواء أطباء أو ممرضات او معالجين نفسيين. والسبب في اكتئاب هذه الفئة هو عدم تمتعهم بساعات راحة كافية، كما أنهم يتعرضون لحالات ضغط شديدة حيث تكون أرواح الناس حرفيا بين أياديهم. وجاء الفنانون والادباء في المركز الخامس من حيث الاصابة بالاكتئاب، حيث تعرض اصحابها لساعات العمل غير المحددة والعزلة وقلة العائد المادي أحيانا، وقد أثبت علماء النفس أن المبدعين كثيرا ما يصابون بتغيرات حادة في مزاجهم، ويكثر لديهم الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطبين. أما وظيفة «التدريس» فاحتلت المركز السادس، بسبب قلة مرتباتهم واستمرارهم في العمل حتى بعد العودة لمنازلهم، ويتعرض المدرسون للضغط من الطلاب وأولياء الامور وهيئة المدرسة، وكل طرف من هؤلاء لديه مطالب مختلفة. ويعاني موظفي الادارة وخدمة العملاء من نفس الاكتئاب، اذ يواجهون مطالب كبيرة ولا يملكون لتحقيقها الا أقل القليل، وفي الوقت نفسه هم الخطوط الامامية التي تتعرض لكل غضب وتساؤل العملاء، وبعدهم يأتي عمال الصيانة لقلة رواتبهم واضطرارهم للعمل في أصعب الحالات وتنظيف ما يتركه الناس من فوضى. في المركز الثامن جاء خبراء الاقتصاد والمحاسبين، لأنهم يعانون من ضغوطات مستمرة، ويتعاملون مع آلاف الملايين من الجنيهات والدولارات التي يمتلكها آخرون، وفي المركز الأخير، جاء مندوبو المبيعات، الذين لا يعرفون متى ولا كم سيقبضون مرتباتهم، ولا أين سيكونون في اليوم التالي. عناوين هذه عناوين نشرتها الصحف العربية والعالمية أمس فشدّتني واستوقفتني: صورة للمغني الراحل مايكل جاكسون تباع مقابل نحو 35 ألف دولار (جريدة فرنسية) زاهر وروراوة بالأحضان في الدوحة بعد المصالحة المصرية الجزائرية (جريدة مصرية) 12 مليون دولار من الكويت لبلير نظير خدمات (جريدة كويتية) خطة سرية لتهجير يهود إيران الى إسرائيل (جريدة اسرائيلية) روما تحترق بنيران برلسكوني (جريدة لبنانية) مفتي مصر: طلاق المصريين لا يقع لأنهم ينطقونه بالهمزة «طالئ» وليس بالقاف «طالق» (جريدة مصرية).