على غرار دول العالم تحتفل تونس اليوم 10 أكتوبر 2009 باليوم العالمي للصحة النفسية وهو مناسبة للتباحث حول أهم الأمراض النفسية وسبل تحسين الخدمات المسداة فيها وتعزيز وسائل الوقاية منها. وقد اختارت وزارة الصحة العمومية لهذا اليوم التطرق الى مرض الاكتئاب الذي يسمى ايضا بمرض العصر نظرا لانتشاره ونظرا لأهمية رصده في مرحلة مبكرة. وتشير الاحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية الى ان هذا المرض يصيب 154 مليون نسمة.والاكتئاب هو شعور الانسان بالحزن والكدر واليأس وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الاستماع لأي شيء. كما ينتشر الاكتئاب في العالم بمعدل يتراوح بين 13 و20٪ من السكان...7٪ منهم يعانون حالات اكتئاب شديد. يصيب المرض كل الاعمار لكنه أكثر ظهورا في العقدين الثالث والرابع من العمر وهما قمة سنوات العطاء عند الفرد. ومعروف ان الاكتئاب أكثر انتشارا بين النساء بنسبة ثلاثة أضعاف على الاقل مقارنة بالرجال. كما أن الأرامل والمطلقين أكثر عرضة اليه. وهناك ميل لفئات معينة من الناس اكثر من غيرها مثل الاشخاص ذوي الشخصيات المتطرفة ومن يعانون أمراضا مزمنة وخطيرة ومن يتعاطوا الكحول والمخدرات. أما على الصعيد الوطني فقد أشارت الدراسات ان الاكتئاب يصيب 8.2٪ من عامة الناس (دراسة الدكتور الهاشمي زهير 1995) وان 24.6٪ من المقبلين على العيادات بمراكز الرعاية الصحية الأساسية مصابون به (دراسة الدكتورة ماجدة شعور 2006 2007). وتتمثل أعراض الاكتئاب في: الشعور بالحزن والضيق واليأس وهو ما يطلق عليه المزاج الاكتئابي. فقدان الاهتمام والقدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة. اضطرابات غذائية إما بفقدان الشهية او بالاقبال المفرط على تناول الطعام مع فقدان الاحساس بطعم ونكهة الطعام في كلا الحالتين. اضطرابات النوم بالزيادة او النقصان ولكن الاغلب خاصة في كبار السن هو الارق ونقص نوعي وكمي لعدد ساعات النوم مع المعاناة من الاحلام المزعجة والنوم القلق. نقص النشاط الحركي والطاقة وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب ويحدث أحيانا العكس ولكن لا يكون في صورة نشاط منظم مفيد وانما في صورة افراط حركي وهياج بلا هدف. صعوبة التركيز ونقص القدرة على التفكير المنظم مما يتسبب في كثرة السرحان ورسوب بعض الطلاب او فشل بعض الموظفين في أداء أعمالهم. الشعور بالذنب والإثم وعدم قيمة الذات، رغم عدم اقتراف المريض لأي أعمال تدعو لمشاعر الذنب هذه... ولكنه يرى أنه المسؤول عن كل ما يحدث حوله من مصائب وآثام.