هل يمكن أن يشتري الانسان انسانا بخبزة؟ هل يمكن أن يبيع الانسان نفسه بخبزة؟ الأفلام المصرية المولودة في مصر قبل الثورة كنا نرى في بعض صورها واحداثها العمدة يشتري لانتخاب الباشا أصوات السكان بخبزة. يقال والعهدة على من قال:ان العمدة في عهد بن علي كان يشتري الأصوات في الانتخابات بقفة. ولكننا انا وأنتم لم نعرف ولم نسمع ولم يبلغ الى علمنا ان دولة تشتري دولة بخبزة وان رئيس شعب يشتري شعبا بخبزة. ماقولكم اذا قلت لكم: ان الذي لم نعرفه ولم نسمع به ولم يبلغ الى علمنا قد تصور أحدهم انه يحدث ويصير ويكون في عهدنا هذا، في يومنا هذا فدخل السوق وحده. هل تعرفون من هو الذي دخل سوق الشعوب يشتري شعوبا؟ انه (ترامب) رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية رئيس الشعب الأمريكي الذي يفتخر بالحرية وحرصه على تمتع الشعب بالحرية. هذا (ترامب) علم وثبت لديه أن الجمعية العامة للأمم المتحدة سوف تجتمع يوم الخميس وتصوت كل الدول التي هي أعضاء فيها على رفض قرار اختاره (ترامب) بدكتاتوريته وهو القدس عاصمة الدولة الاسرائلية. وتأكد لديه أن أغلب شعوب العالم سوف تصوّت ضد قرار (ترامب). فماذا فعل؟ الى ماذا دعاه حمقه، الى ماذا دعته غطرسته؟ الى ماذا دعاه كبرياؤه؟ الى الظن والاعتقاد أن شعوب العالم تباع وتشترى بخبزة. فكر وقدْر وقرر واعلن بين شعوب العالم أنه سوف يحرم كل دولة وشعب تصوت ضد قراره. انه سيخرج هذا الشغب من (الخبزة الأمريكية)وقد تصور أن الشعوب التي تعتمد على الاعانات الأمريكية هي عبيد في السوق يشتريها بخبزة. وتم التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة فماذا قالت الشعوب؟ لقد صوتت بروح الكرامة فيها، وروح السيادة والحرية فيها ضد قرار ترامب وكتبت في التاريخ أن الشعوب اليوم تجوع ولا تبيع نفسها بخبزة. تم التصويت، وشهدت شعوب العالم صفعة كبرى على خد(ترامب)(اللي غلط في روحو) وتصور أنه السيد الذي يشتري بالقمح شعوب العالم. أليس كذلك؟ أسأل وأحب أن أفهم؟