هناك مثل تونسي معروف يذكر ويقال في من يريد ان يربح وان يوفر لنفسه كل شيء دون ان يدفع شيئا من المال اي يريد ان يعيش بلوشي دون دفع ولا مليم(يحبها سباقة وجراية وما تاكلش الشعير).. واني في هذا المقال اقول نفس الشيء في من يتذمرون ويصرخون ويشتكون كلما جاءتهم وحلت بدارهم فاتورة الستاغ او غيرها من فواتير معاليم الاستهلاك. فهذه الفاتورة عندهم بمثابة الغرامة او الخطية الكارثية ناسين ما يتمتعون به من تنوير ومن جميع المباهج الحياة العصرية والتي لولا الكهرباء والغاز الذين توفرهما لهم الستاغ لعاشوا في شبه حياة الكهوف والأدغال فمن منا لا يحرص على توفير التنوير لبيته الصغير او الكبير؟ ومن منا لا يريد التمتع بالتبريد في فصل الصيف والتسخين في فصل الشتاء بواسطة استعمال الضوء والكهرباء ؟ ومن منا لا يريد استعمال الغسالة الكهربائية التي تريح يديه من غسل وفرك الصابون بالطرقة اليدوية التقليدية ؟ ومن منا لا يريد استعمال الآلات الكهربائية الاخرى في كل او جل المجالات تقريبا لتوفير الراحة والتنعم بمباهج هذه الحياة؟. أوليس من المنطقي ومن المعقول ان يفكر المواطن قبل كل هذا وبعده وهو يستعمل ويتنعم بهذه الآلات العصرية بوجوب دفع ما يترتب عل استعمالها من بعض الدنانير التي سيكسبها من الجراية ومن الشهرية؟ اعود فاقول ان المواطن التونسي مع الاسف الشديد يريد ان يتمتع بجميع مباهج الحياة دون ان يدفع شيئا من الدنانير ومن المليمات وازيد فاقول بالفلاقي الصريح وانا في (خط الصريح) ان المواطن التونسي بصفة عامة الا ما رحم ربي ومهما كان مستواه الفكري او المادي يريد كل شيء بوبلاش او بلوشي وكل الدفوعات عنده ومهما كانت مبالغها ومقاديرها يكرهها ويلعنها و لا يستسيغها ولا يقبلها او باللهجة الدارجة ما تروقلوشي وما تعجبوشي واني اكاد اجزم جزما مبينا ان فاتورة الستاغ مهما انخفضت ومهما راعت ظروفه فانه سيعتبرها بمثابة الغرامة او بمثابة الخطية وسيحزنه دفع مبلغها مادام مسيرا بعقليته الباطنية التي تربى ونشا عليها والتي يمكن تلخيصها في هذه الكلمات ان الفواتير والادءات هي اسوا شيء في هذه الحياة ولكن ليته يفكر قليلا في ذلك المثل القديم الذي قاله من عاش قبله(اليس الذي يحب ثقب اللؤلؤ عليه ان يسهر الليل كله) او ليس من الممكن والحالة تلك ان نقيس على هذا المثل الحكيم فنقول للتونسيين المتبرمين والكارهين لدفع فاتورة الستاغ وغيرها من الفواتير اليس من واجب الذي يريد ان ييسر حياته اليوميه باستعمال جميع الآلات الكهربائية ويسهر الليالي الصيفية والشتوية متمتعا بنعيم الكهرباء ان يدفع فواتيره دون حزن او ضيق او كثرة صياح او طول عويل او شهيق او زفيراو بكاء؟