"لا تخلو من المخاطر"، هذا ما وصفت مجلة أمريكية السياسة الخارجية السعودية، خلال عام 2017 المنقضي. ورصدت مجلة" أويل برايس" الاقتصادية الأمريكية تقرير مطولا عن كشف حساب بسياسات السعودية الخارجية لعام 2017، وأبرز المخاطر التي تهددها في عام 2018 الجاري. وأوضحت المجلة الأمريكية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من كان "المحرك الرئيسي" للسياسة الخارجية السعودية، التي كان هدفها الرئيسي "توطيد قوي للمخيم العربي ضد كل من إيران وتنظيم الإخوان المسلمين". وتابعت قائلة "ركزت كافة القرارات الرئيسية في السياسة الخارجية السعودية بدءا من التدخل العسكري في اليمن، ومقاطعة قطر والضغط على الحكومة اللبنانية، على ذلك الهدف". وأشارت إلى أن كافة تلك السياسات أثبتت نتائج عكسية، ولم تؤدي إلى استقرار الشرق الأوسط، أو تعزيز قدرات المملكة على تشكيل تحالفات جديدة، بل تسببت في زيادة أعداء السعودية. ووصفت المجلة أن الحلف الأوروبي الأمريكي مع لسعودية في الحرب على الإرهاب، يمكن أن يكون بمثابة خطر بالغ على الشرق الأوسط، لأن لكل من الأطراف المشاركة في الحلف وجهة نظر مختلف عن التهديدات في الشرق الأوسط. الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ينظرون إلى الحرب على الإرهاب، بأنها تركز على ملاحقة الأفكار الجهادية والإرهاب، ولكن بالنسبة للسعودية، فهي ترى أن التهديد يتركز تقريبا على التأثير الإيراني. وزعم التقرير أن السعودية لا تظهر حرصا مماثلا على مكافحة التطرف بنفس الصورة التي ترغب بها الولاياتالمتحدة وأوروبا. ووصفت أن التحالف السعودي الإسرائيلي، لا يمكن أن يوصف بالشراكة، لأنه تحالف "غير موحد وغير منسق"، لأن الهدف الوحيد له هو مواجهة "الشيعة والإخوان المسلمين" في المنطقة. وتابعت قائلة إن القيادة السعودية جريئة في القرارات، التي يمكن أن تكسب دعما داخليا وخارجيا، لكنها لا تحاول تغيير النبرة مع إسرائيل، بسبب المشاعر المعادية لإسرائيل بقوة في المملكة والدول العربية". واختتمت قائلة "قرارات وإجراءات وسياسات بن سلمان الجريئة، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة بصورة كبيرة، أو اندلاع احتجاجات جماهيرية، أو حتى اندلاع ثورة داخل القصر الملكي، لأول مرة في التاريخ السعودي".