نجح الوزير المستقيل الفاضل عبد الكافي فدبروا له المكائد حتى هرب بجلده لتخسر بلادنا كفاءة عالية تحتاجها في هذا الزمن الموبوء بعلل الفشل والفاشلين، وقبله حقق المدير العام للأمن الوطني السابق عبد الرحمان الحاج علي نجاحا كبيرا في تثبيت الأمن والإستقرار فأجبروه على الإستقالة ولا أنسى تلك الحملة المسعورة التي إستهدفت بطلات تونسيات في إختصاصات رياضية لأسباب غارقة في اللاموضوعية ومهينة للمرأة ومنهن بالخصوص، البطلة العالمية حبيبة الغريبي بسبب لباسها الرياضي والفائزتين الوحيدتين بميداليتين برونزبتين أنقذتا المشاركة التونسية في الأولمبياد الفارطة ،الأولى مروى العمري في الجيدو للسبب ذاته ،والثانية إيناس البوبكري لأنها قبلت زوجها فرحا بالفوز الأولمبي !!! الغريب أن من بين قادة هذه الحملات ضد النجاح والناجحين ،نخب تدعي الإيمان بالكفاءة وتطالب في خطابها الذي تروج له ،بتأمين سبل النجاح ، لكن المسألة حسب إعتقادي ترتبط بتراكمات ما يعتمل في النفوس الأمارة بالسوء وهي عديدة في مجتمعنا، فهذه النفوس لا تحب النجاح وتمقت الناجحين وتشكك في إنجازاتهم . هكذا هي عادتها السيئة، وقد إستفحلت أخيرا بشكل غير مسبوق، ف0نهالت معاولها على النجاح والناجحين تشكيكا وتهديما، وتعرض أصحاب الإنجازات ، في كافة المجالات، لحملات مسعورة للإطاحة بهم ! لم نخرج من هذه الحلقة المزعجة منذ إنفجار براكين الحقد والكراهية، بشكل هستيري بعد الرابع عشر من جانفي 2011، و بدا ، جليا وواضحا، ان العديد ممن ركبوا سروج الحراك الشعبي يريدون إثارة فتنة في البلاد لتنفيذ مخططات جهنمية ،كانوا قد أعدوا لها في دكاكين الشر بالداخل والخارج، وقد حرصوا، في الأسابيع الأخيرة، على استهداف كل من خولت له نفسه المساهمة بجدية وفاعلية في إعلاء صوت الوطن أو إصلاح أوضاعه . أغلبنا ، من خاصة وعامة، مدرك لمدى تغلغل الحقد الأعمى في نفوس الكثير من الذين جاءت بهم رياح الثورجية الزائفة والإنتهازية الجشعة، لكن الذي صدمني ، هذه الأيام، هو إرتفاع نسق حملات هؤلاء ، لتشمل شخصيات وطنية في عدة مجالات ، لا لشيء إلا لأنها نجحت وأفادت وأكدت قدرتها على المساهمة في إنقاذ البلاد ،وهي حملات ممنهجة ومشحونة بكم مرعب من الحقد الأعمى. لقد شعرت وكأننا نتراجع بسرعة هائلة إلى تلك الفترات الحالكة من تاريخنا ، وهي عديدة ، وكم حاولنا إخفاءها وطمسها والتعتيم عليها.