عندما نعود إلى التاريخ فنتبين أحداثه ووقائعه ونتمعن في تفاصيلها ندرك كم كان شعبنا محروما من حكم أبنائه الأصليين فقد خضع مكرها طيلة تاريخه الطويل لسلطة الفنيقيين والرومان والبيزنطيين والعرب والإسبان والعثمانيين الأتراك والفرنسيين، ولم يتحرر من هذا القيد إلا منذ ما يقرب عن إثنتين وستين سنة فقط بعد ملاحم من النضال توجت بالإستقلال ثم إعلان الجمهورية فالجلاء تلك المحطات الكبرى التي يسعى بعضهم إلى التشكيك في جدواهما والنيل من رمزيتهما لم تكن هذه المحطات مراحل حاسمة على درب إستعادة بلادنا بالكامل لكيانها المغتصب فقط وإنما الأهم هو أنها كانت إعلان تحرر نهائي من هيمنة الأجنبي مهما كان مأتاه ومهما كانت ظروف حلوله في بلادنا. كان بورقيبة ورفاقه من المناضلين وبناة الدولة الحديثة يدركون جيدا قيمة ذاك الإنجاز العظيم فدأبوا على تعميق الوعي لدى الشعب بضرورة المحافظة عليه وعدم التفريط فيه. أذكر بهذه الحقيقة بعد أن تناسلت ، خلال السنوات الأخيرة أرهاط الخونة الذين يأتمرون بأوامر الأجنبي ويحرصون على تنفيذ مخططاته ، بشكل مكثف لكنهم إصطدموا بإرادة شعب عاهد الله والوطن على الوفاء لحريته و0ستقلاله وسيادته .