اليوم: نشر القائمة الإسمية للمتحصلين على رخصة "تاكسي فردي" بهذه الولاية..#خبر_عاجل    أستاذة تبات قدّام الجامع والفايسبوك مقلوب: شنوّة الحكاية؟    بداية من اليوم: تحويل حركة المرور في اتّجاه المروج والحمامات    قبل ما تشري عقار: 3 حاجات لازم تعرفهم    صحفي قناة الحوار التونسي يوضح للمغاربة حقيقة تصريحاته السابقة    عاجل/ الطبوبي يراسل عميد المحامين السابق..وهذه التفاصيل..    عاجل/ تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة..    نيجيريا: قتلى وجرحى في هجوم على مسجد    قرار لم يكن صدفة: لماذا اختار لوكا زيدان اللعب للجزائر؟    كأس إفريقيا 2025: شوف شكون تصدر في كل مجموعة بعد الجولة الأولى    فخر الدين قلبي مدربا جديدا لجندوبة الرياضية    عاجل : وفاة لاعب كرة قدم وسط مباراة رسمية ...تفاصيل صادمة    عاجل/ منخفض جوّي يصل تونس غدًا.. وأمطار تشمل هذه الولايات..    عاجل: تقلبات جوية مرتقبة بداية من هذا التاريخ    ينشط بين رواد والسيجومي: محاصرة بارون ترويج المخدرات    نانسي عجرم ووائل كفوري ونجوى كرم يحضروا سهرية رأس السنة    مصر.. دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد    علاش ترتفع ال Tension في الشتاء؟ وكيفاش تحمي قلبك؟    النوبة القلبية في الصباح: علامات تحذيرية لازم ما تتجاهلهاش    عاجل: توافد حالات على قسم الإنعاش بسبب ال GRIPPE    ويتكوف يكشف موعد المرحلة الثانية من اتفاق غزة    كاس امم افريقيا (المغرب 2025) برنامج مقابلات غدا الجمعة    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    بعد حادثة ريهام عبد الغفور.. نقابة المهن التمثيلية تعلن الحرب على مستهدفي نجوم مصر    ترامب مهاجما معارضيه في التهنئة: عيد ميلاد سعيد للجميع بما في ذلك حثالة اليسار    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    الفنيون يتحدّثون ل «الشروق» عن فوز المنتخب .. بداية واعدة.. الامتياز للمجبري والسّخيري والقادم أصعب    تحت شعار «إهدي تونسي» 50 حرفيّا يؤثّثون أروقة معرض هدايا آخر السنة    فاطمة المسدي تنفي توجيه مراسلة لرئيس الجمهورية في شكل وشاية بزميلها أحمد السعيداني    قيرواني .. نعم    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    كأس افريقيا للأمم 2025 : المنتخب الجزائري يفوز على نظيره السوداني    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة في القصرين..#خبر_عاجل    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    عاجل : وفاة الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    من الاستِشْراق إلى الاستِعْراب: الحالة الإيطالية    تونس 2026: خطوات عملية لتعزيز السيادة الطاقية مع الحفاظ على الأمان الاجتماعي    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    كأس أمم إفريقيا: الجامعة تكشف عن الحالة الصحية للمهاجم "حازم المستوري"    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسسية الوطنية تحت عنوان توانسة في الدم    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نايف حواتمة ل «الشروق»: كل الشعوب العربية تعاني من الاستبداد والفساد

حل ضيفا، صباح أمس على تونس الثورة... وقد عايش تفاصيلها وحراكها منذ مدة سبقت يوم 14 جانفي 2011... وجدته، وقد تأبط، كل التفاصيل والأحداث التي قادت الشعب التونسي الى حلبة الاحتجاج فالانتفاضة والثورة... لا يشعر من لا يعرف أنه أحد القادة الفلسطينيين، بأنه غادر تونس منذ عشريتين على الأقل... فهو حافظ وعارف بكل تفاصيل المشهد السياسي التونسي، من أحزاب ومنظمات ونقابات... بل ويعرف، المناضل نايف حواتمة، بأن تونس تتميز بمعطى يغيب عن بقية الساحات العربية: في تونس طبقة وسطى عريضة بدرجة، أنها مثلت عصب الثورة... والحراك نحو تونس الجديدة... قوامها الديمقراطية...المناضل نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ليس غريبا عنه الحديث عن الثورة... ولا الكلام في الانتفاضة... ولا المطالبة بالتحرر والحرية...هو ضيف تونس بأكملها، لكنه حل بيننا أمس، ليشارك في فعاليات ثقافية سياسية يقيمها القطب الحداثي المتكون من كوكبة من الأحزاب والشخصيات الوطنية، في تونس ما بعد الثورة...في هذا الحوار الشامل الذي خص به «الشروق»، يتحدث المناضل نايف حواتمة، عن ارادات التغيير في الوطن العربي، وعن قوى الثورة وقوى الردة في الوطن العربي، فيكشف عن تخوف أو قلق ينتابه كمناضل وقائد سياسي، من نية الغدر بالثورات العربية التي تماهت ولا تزال، مع الفعل الثوري في تونس... فعل ثوري سلمي جماهيري، يطمح فيما يطمح الى اللحاق بركب فاتنا بعديد المحطات، وقد كان يقصد مجموعة دول أمريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا....ربط بحكمة وواقعية فيها الكثير من البراغماتية بين طليعة الثورة العربية فلسطين وبين ثورات تونس ومصر واليمن... الانسان العربي يمسك اليوم مصيره بيديه، لكن حواتمة يدعو الى عدم التغافل عن قوى الاستعمار والردة، التي تعمل بنسق سريع، حتى يكون خراج الثورات العربية لها... هي القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية...في هذا الحوار، يجوب حواتمة، التاريخ والجغرافيا في الوطن العربي، ليصل الى أن ثورة تونس وما تلاها من تداعيات في الوطن العربي المنتفض، تؤسس الى الاستقلال الثاني، حيث كان الأول ضد الاستعمار... والآن ضد الاستبداد الداخلي وقوى الاستعمار من الخارج...سألته في البداية، عن معلوماته حول ثورة تونس... كيف عاشها وكيف يقيمها.... وكيف يرى المستقبل المنظور والبعيد اليوم، بعد سبعة أشهر ونيف، من عمر الثورة؟فقال:) تونس والوطن العربي كله، يمر الآن بمرحلة ثورية جديدة تشكل الوجه الغائب الآخر لصراع ومهمات حركة التحرر الوطني والتقدم التونسية والعربية اجمالا وهذا ما أطلق عليه عبارة الاستقلال الثاني.الأول هو استقلال عن الأجنبي ومعاهداته وأحلافه، والاستقلال الثاني عن الاستبداد الداخلي... وهذا الاستقلال الذي يطيح بالاستبداد الداخلي، جاء لانتزاع الديمقراطية الشاملة ومن المحزن ان القرن العشرين بكامله لم ينجز هذه المهمات بعد منذ بداية العشرية الأولى للقرن الواحد والعشرين، كتبت وأعلنت مرارا، أن كلّ العوامل الموضوعية للمرحلة الثورية الجديدة، ناضجة وجاهزة في المجتمع والغائب هو العامل الذاتي... عجزت الأحزاب والنقابات بكل تلاوينها وأطيافها عن إدراك هذه الحالة الموضوعية. بل عجزت كل القوى السياسية التقليدية عن الحراك بانتظار عامل ذاتي جديد. من هنا كانت الاشارة التي أطلقها «البوعزيزي» كاشفة للاستبداد والفساد والفقر والبطالة.وهنا بدأت التداعيات لتشكل شرارة «البوعزيزي» انطلاق العامل الذاتي أياما قليلة اكتشفت القوى الجديدة والشابة في الطبقة الوسطى والقوى العاملة والمهمّشة، أن عليها أن تدخل الامتحان الكبير. أي الانتقال من العالم الافتراضي الذي بنته على شبكة «الفايس بوك» وأخواتها إلى العالم الواقعي. فدعت الشعوب الى النزول إلى الشوارع... وهنا كان الابداع للقوى الجديدة... وفي مقدمتها الشبيبة والنساء في تونس وربما كانت مفاجأة لهذه القوى ذاتها عندما دعت الى المظاهرات في قلب المدن وخاصة شارع بورقيبة والقصبة فيما بعد... لتكتشف مدى اتساع الاستجابة الشعبية لأطروحاتها... انطلقت الثورة من عالم معلق افتراضي الى عالم يدب على الأرض ويطرق بأرجله أن حان الوقت لنبني تونس الجديدة...تونس قدمت المثل على انتفاضة ثورة سلمية مدنية، شعبية وجعلت العوامل تتماثل في نضج ظروفها الموضوعية تماثل طال كل الشعوب العربية.فكلها تعاني من الاستبداد والفساد وغياب الديمقراطية.لماذا تونس؟ هنا يطرح السؤال.أعتقد أن أعرض طبقة وسطى في البلاد العربية، هي في تونس والأزمة الحادة على امتداد العشريات الأخيرة من السنوات عانت منها الطبقة الوسطى في التدهور المتزايد لأوضاعها بفعل السياسة، ليست فقط الاستبدادية السياسية والثقافية، بل استبدادية «زواج المتعة» بين تحالف السلطة والمال وقد عبّرت عن نفسها سياسة استبدادية، اقتصادية بالطريق «النيو ليبرالي» الذي لم يصمد في بلدان المركز «النيو ليبرالي» أي في الولايات المتحدة وأوروبا وكل بلدان المركز الرأسمالي انهارت هذه السياسة لأنها انهارت فيها الطبقة الوسطى (في تلك البلدان) فتراجعت البورجوازية الرأسمالية الكلاسيكية نحو تدخل الدولة في الاقتصاد والاجتماع بديلا عن انسحاب الدولة منذ سبعينات القرن الماضي حتى هذه الثورات ومنها الخوصصة وبيع المال العام وسحب الدولة يدها من الرعاية الاجتماعية تحت عنوان «الاقتصاد الحرّ والأسواق تضبط نفسها» بدون محاسبة ولا شفافية.أعود إلى تونس لأقول إن الانهيارات في مستوى الطبقة الوسطي هي العامل الأساسي للثورة فالشمال والساحل لهما حظوظ أما الوسط والجنوب والذي يشكل 51٪ من السكان فهو يعرف الانهيارات والبطالة الواسعة في صفوف المتعلمين.في الصفوف الجامعية مثلا البطالة تصل الى 32٪ وأكثر منها نسبة البطالة من الصفوف الثانوية.الاكتشاف الهائل والمبدع لشباب وشابات التواصل الاجتماعي... الاكتشاف الآخر والمبهر يمثل سهولة الانتقال من العالم الافتراضي الى العالم الواقعي بالدعوة الى الاحتجاجات والثورات في الشوارع.إبداع الشبان والنساء باكتشاف العامل الذاتي الذي يمثل الصانع للحدث.هل تقصد أن «للفايس بوك» مزايا؟نعم، هذه الاكتشافات تمّت دون أن تدرك قوى السلطان الاستبدادية بآلة الدولة والحزب الواحد تقريبا أو حزب الحكم... لأنه وبرأيي لا يوجد حزب في خدمة الشعب، بل حزب في خدمة الحاكم، وكذلك عجز الأحزاب التقليدية وحتى النقابات عن استشراف العوامل الموضوعية الناضجة للثورة. لذا وقع تجاوز كل المنظومة القديمة على اختلافها.ثم بدأت الانحيازات من القطاعات الاجتماعية المهمّشة القديمة والعاملة والمثقفة. وهذه الانحيازات جاءت بالتدريج حتى أن الخطوة الأولى من النقابات وتحديدا الحقوقيين جاءت بعد 8 أيام.وجاء دور الاتحاد العام التونسي للشغل (كقيادة) بعد 11 يوما.هكذا كانت ولا تزال تونس قوة المثل، لنلاحظ جميعا التداعيات المتسارعة، عشرة أيام فقط انطلقت الشبيبة والشابات في مصر، في ثورة وكانت ذات المفاجأة لآلة الدولة والأحزاب التقليدية... وكما بدأت في تونس بشرارة «البوعزيزي» بدأت في القاهرة بالدعوة للردّ على احتفال رأس الدولة، بعيد الشرطة والدعوة الى ميدان التحرير بدأت بضرورة إقالة رأس الشرطة: وزير الداخلية الذي عذب الطالب الجامعي خالد سعيد بالاسكندرية...كيف يمكن أن تفسر تجانس ما حدث في تونس ومصر من حيث نجاح الثورة، والعصف بالدكتاتورية، في حين تتعثر مسارات عربية أخرى تحت يافطات عديدة؟في تونس ومصر انهار الاستبداد وتحالف السلطة والمال بعد أسابيع قليلة، لماذا؟ لأن المسار التاريخي في هذين البلدين مسار مجتمع حضري، بتقاليد حضارية بينما تشهد الاستعصاءات الدامية الكبرى في أقطار المشرق المشتعلة بها الساحات.نرى يوميا في اليمن وليبيا وسوريا أنهار الدماء لا تتوقف... لأن العوامل الإثنية والقبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية كلها تشدّ إلى الخلف بدلا من الاستجابة لارادة الشعب... تونس كما قدمت «إذا الشعب يوما أراد الحياة» قدمت من جديد «إذا الشعب يوما أراد الحياة» وذلك لانتزاع الاستقلال الثاني على طريق العبور الى الاستقلال الثاني والديمقراطية الشاملة وهذه معركة تطول...لكن السلاح الذي بيد الشعوب هو سلاح جديد تمّ اكتشافه وتعلم أيضا من تجاربه، ومن التجارب الفلسطينية بانتفاضات شعبية فلسطينية سلمية سلاحها الصدور العارية والحجارة في وجه آلة القمع الاحتلالية وأساليب الاحتواء والتطويق على يد القوى القديمة وبالتحديد اليمينية في المجتمع. لذا فإن الانتفاضة الفلسطينية الكبرى 1987 1993انتهت الى الانتفاضة المغدورة كما أطلقت عليها سابقا وفي حينها وقد انتهت الى اتفاق أوسلو الذي أضاع على شعب فلسطين عشرين عاما، والتي لم تتوصل الى حلول سياسية تلبي الحدّ الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية.ألا تعتقد أن الحالة الثورية العربية الراهنة، يمكن أن تغدر انتفاضاتها واحتجاجاتها وثوراتها بمجرّد أن نفتح عينا على ما يخطط له الآخرون وأقصد الامبريالية والصهيونية، فهؤلاء وبعد تجارب أمركيا اللاتينية لا يريدون أن يلدغوا من حجر مرتين؟نعم، العامل الآخر نصير الانتفاضة المغدورة هو في الحالة العربية التي لم تكن ناضجة، لالتقاط الانتفاضة الفلسطينية الكبرى وتداعيات التغيير... بينما «الانتفاضة الثورة» التونسية السلمية والشعبية . كما جاءت على قاعدة تونسية ناضجة موضوعيا وجدت فورا وعلى يد ذات الطبقة الوسطى في الوطن العربي طليعة ثم انخرطت فيها القوى الحية وفي مقدمتها القوى النقابية والتقدمية. أنت تقود فصيلا ثوريا فلسطينيا وتعلم جيدا أن القوى الإمبريالية والصهيونية لا تنام عينها على المنطقة العربية...وبعيدا عن منطق شفاعة المؤامرة أسأل المناضل نايف حواتمه بكل وضوح : هذه ثورات عربية كما ذكرت بدون قيادات انطلقت وحققت أهدافا نبيلة لكن وبمتابعة دقيقة لتداعيات ما حصل وبالتمعن في «الشخوص» و«الشخصيات» التي تتبوأ الفترة الانتقالية والتحضيرية ألا ينتابك خوف فتخوف من الغدر؟غدر الثورة وآمال الشعب بأن تعلن قوى مرتبطة عضويا بقوى ردة واستعمار أن خراج الثورة لها؟كل الاحتمالات مفتوحة لأن الانتفاضات والثورات الجارية لا تمتلك بعد الأطر القيادية التي لها خبرة وتجربة ورؤية برنامجية لحماية الثورة من هنا أعتقد أنه بات معلوما منذ بداية الأيام الأولى لهذه الثورات الجارية دعوت للحذر واليقظة من الخطط والمناورات الامبريالية وخصوصا الأمريكية والقوى القديمة التي لها مصالح متشابكة مع الأجنبي الخارجي بما فيها قوى وأحزاب تخلفت عن مسار الثورة تدعي الإلتحاق بها وعديد المؤشرات في التنسيق بين هذا المجموع الذي يشكل قوى وأدوات الثورة المضادة وأعتقد أننا في اليوم تستهدف بلدان الثورات العربية الجارية تكتيكات ومناورات لإجهاض هذه الثورات... ووضعها في وضع الثورات المغدورة لأن القوى الشابة تتعلم في اليوم بالتجربة وليس بالرؤية الاستبقاقية وتقديمها برنامجيا والبناء على ذلك عمليات التحصين في صفوف المجتمع واحباط مناورات الثورة المضادة. نقطة تفاؤلي بصراحة هي أن هذه القوى الشابة الفتية أدركت بالملموس أنها تمثل قوة هائلة في الشارع...لها استجابات من الشارع...قوية وبالتالي فإن الأداء لحماية هذه الثورات هو الحضور في الشارع حتى تفتك من يد القوى المضادة. كل سبيل إلى المناورة أو العذر أو الافتكاك. هل يمكن للديمقراطية وحدها أن تكون الحل للاستبداد؟ نعم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي الحل...لكن هذا لا يكفي في قلب العملية الشعبية السلمية الجارية الآن ستنضج القوى الفتية الشابة وتوحد صفوفها في كل بلد، وفق برامج وتكتيك ملموس، للدخول الفعلي إلى الديمقراطية...بخطوات وانجازات ملموسة للقوى الشعبية. هنا ألفت النظر للفارق الذي يجري في بلادنا العربية وما يجري الآن وخلال العشرية الأخيرة في أمريكا اللاتينية سبقتنا هذه الشعوب بعشرين سنة سبقتنا هذه الثورات والتي قامت وفق التكتلات السياسية والفكرية الموجودة والمحركة للمجتمع لأنها تمكنت منذ البداية من توفير القيادات الثورية السياسية والاجتماعية والنقابية وهذه هي التي وصلت إلى السلطة والتي تشكل أساس السلطة والتي تشكل التوجه نحو الديمقراطيةوالعدالة الاجتماعية وهي تعطل خطط وخطوات الثورة المضادة الداخلية وتواطؤاتها مع
الجار الشمالي الجبار (الولايات المتحدة) هنا نجد توفير العامل الذاتي الناضج، الذي نجده في قلب وقيادة هذه الثورة... وهو لا يزال في خطواته الأولى في البلاد العربي، من هنا القلق المشروع...لأن القوى الاستعمارية وتحالفاتها الداخلية نجدها ناشطة وفعالة بينما الثورات الجارية لم تمتلك قياداتها الجديدة والمسلحة ببرامج للتطبيق في مسار العملية الديمقراطية التعددية والتنافسية بعيدا عن أي شكل من أشكال الاستدراج لأعمال العنف ردّا على عنق آلة الدولة بأيادي القوى القديمة. هل تعتقد أن العرب ومن خلال هذه الثورات مسكوا هذه المرة لحظة التحرر الفعلي؟ عندما قدمت كتاب «اليسار العربي» بتقديم التحولات الكبرى في أمريكا اللاتينية وفي آسيا وفي افريقيا السمراء قلت الكثير من هذا... وصلت أننا تخلفنا عن مسارات التحرر الوطني وحتى عن تجربة انهيار النظام الرأسمالي العالمي ودروسها في بلدانها وهذا الذي أدى إلى تأخرنا عما يجري حولنا له عوامل كثيرة ولكن في مقدمتها شعوبنا مأسورة وطال أسرها بالموروث التاريخي والاستبدادي الماضوي والخطاب الغالب في بلادنا العربية هو الخطاب السالب للتقدم..خطاب تجيد صنعه قوى الاستبداد والظلام على امتداد عشرات القرون في الحياة العربية. أنت تقود أحد أكثر الفصائل الثورية الفلسطينية الآن يحدث أن ساحات عربية تماهت مع الثورة الفلسطينية من حيث أن متطلبات الثورة العربية الشاملة تنطلق من الاطاحة بثلاثية : الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية في هذه اللحظة بالذات هل يعتقد أبو النوف أن الثورة الفلسطينية تكون قد قبضت على اللحظة؟ يا سيدتي التساؤلات الكبيرة التي قدمت هي دقيقة وصحيحة نحن في الثورة الفلسطينية بنينا وراكمنا الحالة الطليعية التي قدمنا لشعبنا ولشعوبنا العربية خاصة ومباشرة بعد هزيمة جوان 1967 والذي تفاقم فعل الهزيمة أكثر بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر رحل ورحل معه مجموع المشروع النهضوي الذي قادته ثورة 23 يوليو لأن عبد الناصر لم يبين العوامل والدوافع التي تحمي هذا المشروع ممثله في الديمقراطية التعددية ايديولوجيا وأحزاب ونقابات ولذا انهار منذ اللحظة الأولى كل شيء برحيله. ودخلت المنطقة العربية وخاصة عندنا نحن «المشارقة» في حالة تشتت وضياع...بإستثناء نقطة ضوء ممثلا بحرب أكتوبر 1973 وبارتداد السادات وتفكك جبهة رفاق السلاح ومعانقة «سلاح» النفط بالسلام وقع ما وقع في سلسلة التداعيات المهلكة في البلاد العربية المشرقية أساسا رغم هذا حافظنا نحن الفلسطينيون على الثورة بروح التعددية والائتلاف العريض على القواسم المشتركة وبقيت الثورة الفلسطينية تمثل الرافعة الأساسية لحركة التحرر العربية...حتى وصلنا حرب الخليج الثانية وأقصد الخليج العربي فتفكك الصمود العربي كجبهة وهذا ما مكن جبهة الأعداء، والقوى العربية الداخلية المتحالفة مع الادارات الامريكية من شنّ سلسلة من حروب التطويق والابادة: الاسرائيلية والعربية»، وأدّى الى الغدر والانتفاضة الكبرى، على مائدة مؤتمر «مدريد» واتفاقيات «أوسلو»، رغم ذلك حمينا جذوة الثورة والمقاومة حتى لا تنطفئ وتدخل كل المنطقة في حالة من العتمة.ولولا ذلك، لما كان ممكنا أن تكون مقاومة في لبنان... ولا حتى في العراق، كان من الممكن ان نكون من جديد في المقدمة مع بداية العشرية الاخيرة، وخاصة انكشاف فشل اتفاقيات «أوسلو» والمفاوضات العبثية عشرين عاما وتداعياتها السامة على مجموع الوضع الفلسطيني.عام 1999 اتفقت مع «أبو عمار» على اعلان دولة فلسطين، مع انتهاء المدّة القانونية (مارس 1999) لكن ضاعت الفرصة، وقد بكاها أبو عمار لأننا اضعناها... كان ذلك برسالة من كلينتون، ان لا يعلن أبو عمار المسألة، وأن كلينتون يتعهّد بالاعلان في ظرف عام... عن دولة فلسطينية وكان ما كان...ومرّة ثانية في 2005، التقينا بحوار شامل بالقاهرة (أبو المعتصم كان مشاركا) في الجبهة الديمقراطية تقدّمنا بحلول لكل القضايا المطروحة، وفي المقدّمة اعادة بناء الاوضاع الداخلية الفلسطينية الفلسطينية، على قواعد جديدة، من الديمقراطية الشاملة، وضد الاستعمار الاستيطاني، ودمقرطة المجتمع الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، وم ت ف، بانتخابات قوائم النسبية الكاملة حتى تكون القاعدة هي الشراكة الوطنية بين الجميع، بتعبير آخر قدّمنا ما قدّمته الانتفاضة الشبابية التي تحوّلت بسرعة الى ثورة في تونس، ولكن، مرّة أخرى، الأوضاع الداخلية الفلسطينية، لم تستوعب ما علينا ان نفعل... وصراع المحاصصة الثنائي بين فتح وحماس، مسنود بمحاور اقليمية ودولية أرّق القضية، ولأن هذه المحاور لا تريد للثورة الفلسطينية أن تعود الى الوحدة الوطنية والى برنامج القواسم المشتركة، بل تريد ادامة الانقسام، لاحتواء الثورة... ظلّت حتى يومنا، ستّ سنوات كاملة وقد ضاعت على الشعب ونضاله كل هذه الفترة... من 2005 الى 2011.كيف ترى المشهد العربي الآن، ومستقبلا، هل هي حالة ثورية في طور التشكّل وقد جاءت صدفة، أم أنها نتيجة تراكمات تاريخية؟الآن، مرحلة ثورية جديدة تتشكل في الحالة العربية، ندرك جيّدا أنه بدون تنظيف البيت من الداخل، وصمود الثورات عن الاستبداد والفساد، والانتقال الى الحياة الديمقراطية الفعلية.هذه ستمثل خزانات ثورية قادمة لحل مشاكل هذه الشعوب وتقديم الطاقات الممكنة للقضية والثورة والحقوق الفلسطينية.كيف؟لأن الطاقات العربية الجديدة، الشابة، تيقّنت أن مساندة الثورة الفلسطينية، يصبح أمرا ممكنا فعلا بأوضاع داخلية في هذه البلدان، تبني شعوبا حرّة تقرّر مصيرها اليومي والاستراتيجي، بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فهي الحل في استعادة مساندة شعب فلسطين في تحقيق حقوقه الوطنية.من هنا مثلا، واعتبر أن القوى الجديدة اكتشفت بأن دعم فلسطين أبعد وأعمق من الشعارات وحرق العلم الامريكي والاسرائيلي في الميدان لأن المطلوب تحويل هذا الى قوة دعم عملية وملموسة، لا يمكن تقديمها بدون تنظيف البيت. فالخلاص من الاستبداد، وتحرير العقل والشعب في الخطاب الماضوي، والشعارات بغير قدرة على تحويلها الى خطوات عمل. من هنا نبدأ صيغة جديدة، لفهم عوامل النصر على الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الصهيوني على بلادنا وحروبه التوسعية على البلدان العربية المجاورة.ما يقع في سوريا الآن، كيف يقيمه السيد نايف حواتمة: هل هو ثورة أم انتفاضة...أم حراك ظرفي؟الانتفاضات والثورات العربية الجارية، لا يمكن لأي بلد عربي أن يفرّ منها، جمهوري أو ملكي أو اماراتي. فهي استحقاقات للشعوب. العالم من حولنا كلّه يتغير ويتطوّر... الركود تحت قمع الاستبداد والفساد التاريخي الراهن، لم يعد ممكنا أن يتواصل مهما كانت قوى وأدوات القمع، وعليه تنشب الآن، الانتفاضات والاحتجاجات، في عديد البلدان العربية في سوريا واليمن وليبيا، والمظاهرات في المغرب والأردن والبحرين...الحلول الامنية والعسكرية، لن تشكّل حلولا... فهذه استحقاقات، تعترف بها أنظمة الحكم، في هذا البلد العربي أو ذاك. هذا ما يجب ترجمته عمليا، وكلّما طال الزمن تفاقمت الازمة وتعالت الجدران المتقابلة والثمن يكبر أكثر فأكثر على حساب كل ما هو وطني ولديه أفكار بإصلاحات بهذه النسبة أو تلك.لذا لا حل في هذه البلدان، إلا، بالعودة الى نداء العقل والحكمة ووقف الحلول العسكرية الأمنية وجلوس الجميع على طاولة الحوار الوطني الشامل وكل القوى ومكوّنات المجتمع، للوصول الى حلول مشتركة لكل من هذه الأزمات الطاحنة.وكل تأخير في المعالجة يؤدي بالضرورة الى تحويل الازمات والصراعات الداخلية والى تدخلات اقليمية ودولية، يعني تدويل وأقلمة كل أزمة تهم أطراف متناقضة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.