كانت التلفزة التونسية كانت تقدم لنا تقريرا عن نشاط الرئيس بورڤيبة خلال سنة منتهية كانت تقدم لنا تقريرا عن نشاط الرئيس بن علي خلال سنة منتهية. كان كل تقرير يجمع بين الصورة والأرقام. وكان على الشعب أن يرى ويسمع ويبارك أو يسكت ويبلع هذه التلفزة كالعادة (والله لا يقطع لنا عادة) هذه القناة التلفزية قدمت لنا تقريرا رئاسيا للرئيس الباجي عن نشاطه لسنة 2017، فماذا رأينا وماذا سمعنا؟ الرئيس الباجي لف عددا من دول العالم ومن أجلنا تحمل أتعاب السفر الرئيس الباجي اقتبل تسعين رئيسا وضيفا دوليا في قصر قرطاج من أجلنا الرئيس الباجي اقتبل عددا من الأحزاب التونسية من أجلنا الرئيس الباجي اقتبل رؤساء منظماتنا الكبرى من أجلنا الرئيس الباجي شارك في ندوات دولية من أجلنا الرئيس الباجي أشرف على ندوات واجتماعات وطنية من أجلنا الرئيس خرج من قصر قرطاج وزار مواقع من تونس من أجلنا الرئيس قائد الجيش التونسي عقد جلسات مع مجلس الأمن القومي من أجلنا الرئيس الباجي اقتبل في قصر قرطاح من يمثلن المرأة من أجلنا الرئيس الباجي اقتبل في قصر قرطاج من يمثلون شباب تونس من أجلنا الرئيس الباجي أشرف على عيد العلم من أجلنا الرئيس الباجي بعث لجنة فكرية لدراسة مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة من أجلنا الرئيس الباجي اقتبل في قصره مختلف الحساسيات الليبية من أجلنا هذا التقرير ما رأيكم فيه؟ هذا التقرير الرئاسي لسنة 2017 ألا يدل على أن الرئيس الباجي قضى سنة 2017 في نشاط متواصل من أجلنا؟ هذا النشاط هل أثمر؟ هل زرع الآمال في نفوس المواطنين والمواطنات؟ هذا النشاط الرئاسي لماذا لم يزرع على ألسنة الاعلاميين والمواطنين الرضا ولماذا لم ينزع من الصدور والقلوب الشكوى من الفساد والغلاء والكساد والبطالة؟ هل كان نشاط الرئيس الباجي سنة 2017 نشاطا دعائيا سياسيا أم كانت أمورا جدية لكن السياسة وحسابات السياسة لا تراها أو لا تحب ولا تريد أن تراها؟ اسأل وأحب أن أفهم