سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"راشد الغنوشي" (رئيس حركة "النهضة") ل"التونسية": التلفزة الوطنية في مقدمة الفساد.. القضاء في حاجة إلى تطهير و نحن نحاسب آداء الحكومة ووزراء «النهضة» بمن فيهم " رفيق عبد السلام"
- هدفنا نموذج ديمقراطي يجمع الإسلام والحداثة - أنا رئيس حزب ولست مرشدا روحيا. - التحقير من «بن جعفر» و«المرزوقي» سفاهة. - الصحافيون الفاسدون معروفون وشركاء في الجريمة.. فلم التستّر عليهم؟ - اتهامنا بتحريك ملف اليوسفيين شرف لا ندعيه. - عبد الفتاح مورو أقرب إخواني إليّ. - في تقديري ألا يُسلم البغدادي إلا بعد الاطمئنان على قيام نظام قضائي عادل وناجز في ليبيا. وأنا أهمّ بمغادرة مكتبه بالطابق الخامس من مقر حزب حركة «النهضة»، مسك «الشيخ» راشد الغنوشي بيدي وسألني «هل تصلّي؟»، نظرت في عينيه مباشرة وأجبت دون تردد «لو سألت غيري ربما قال لك إنه يصلي الفجر حاضرا ليتودد إليك، ولكني سأقول الصدق، كنت أصلي ولكني انقطعت منذ زمن". سألني «الشيخ» مجددا «لماذا؟» فقصصت عليه قصة إمام قريتنا الذي كنت كسائر المصلين ملزما بالصلاة خلفه (لأنه لا يوجد غيره في تلك الأيام) حتى شهد زورا في واقعة حضرتها فانقطعت عن الصلاة لأني لم أقبل على نفسي أن يؤمني شاهد زور. نظر إليّ الشيخ، وضغط على يدي مرددا على سمعي قوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". غادرت مقر حركة «النهضة» وأنا أحاول جمع شتات أفكار وصور تتلاطم في ذهني لأعيد تركيب صورة «الرجل المفتاح» في السلطة الحالية حتى أن البعض لا يتردد في وصفه ب«المرشد الأعلى» والحاكم الفعلي لتونس. هو رئيس حركة «النهضة» طوال ربع قرن وحتى إخوانه الذين تولوا رئاسة الحركة في لحظات انتقالية من تاريخها مثل الحبيب اللوز وصالح كركر والصادق شورو وسعيد المكرازي وعبد الرؤوف البولعابي والفاضل بلدي.. لم يعمروا طويلا حتى أن أحدهم لم يتجاوز الأسبوع على رأس الحركة. هو أستاذ فلسفة عرفه جيل السبعينات في معاهد العاصمة ، وسياسي عنيد منذ «انكشاف « حركته في 5ديسمبر 1980 والإعلان عن أول مكتب سياسي للاتجاه الإسلامي في 6 جوان 1981 تحمل سنوات السجن والحكم بالسجن مدى الحياة أكثر من مرة ، وهو أيضا رجل دين ومفكر فهو نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين(يرأسه القرضاوي) وهو عضو مكتب الإرشاد العالمي للإخوان المسلمين . تفاصيل حوارنا مع "الشيخ" راشد الغنوشي في ما يلي: تكررت في الفترة الأخيرة تصريحات صادرة عن حركة «النهضة» تنقد بدرجات متفاوتة الإعلام العمومي، من ذلك ما صرح به رفيق عبد السلام (14 أفريل 2012) «لا بد من إعلام حرّ ومسؤول، ومازلنا بعيدين عن هذه الغاية» وبيان الهيئة التأسيسية لحركة «النهضة»(الأحد15 أفريل) باعتبارها غير مرتاحة لأداء الإعلام العمومي الذي اعتبرته طرفا في الصراع الإيديولوجي والسياسي الذي تعيشه تونس اليوم، وتصريح عامر العريض في «الوطنية الأولى» بشأن خوصصة الإعلام العمومي وما ورد في حواركم لصحيفة «الشرق» القطرية إذ هدّدت بإجراءات راديكالية من بينها خوصصة الإعلام وقلت إن إعلام الحرب يشبه تجار الحرب فضلا عن وصف إحدى نائبات «النهضة» للإعلاميين بالذباب. لماذا هذا الموقف السلبي من الإعلام العمومي؟ - (يبدأ بالبسملة) ليس هناك موقفا معاديا للإعلام ككل، فالتعميم دائما فيه إجحاف ولكن هو الحكم بالتغليب، فأغلب الإعلام العمومي متحامل على «النهضة» وحلفائها في «الترويكا» ومتحامل على الحكومة ككل، يضخم السلبيات ويطمس الحقائق ويعتم على كل ماهو إيجابي، يقدم صورة على أن البلاد تحترق وأن المركب يسير إلى الغرق وليس شيء ينجز في البلاد على نحو يشيع اليأس والقنوط ويزرع الشك في المسار. ويركز صباحا مساء على هذه الرسالة ويشيعها، رسالة نفض اليد من الثورة ومن حكومة الثورة ويقول للتونسيين أخطأتم إذ ثرتم على نظام بن علي وأخطأتم إذ اخترتم «النهضة» وأخطأتم إذ اخترتم هذه الحكومة وبالتالي حين نقول إن هذا النوع من الإعلام - وليس كل الإعلام- معاد للثورة وإنه إعلام يغرف من النظام القديم فنحن نشخص واقعا ملموسا يمكن معاينته بيسر. هل يبرر ما ذكرتم التهديد بخوصصة الإعلام العمومي الذي هو ملك للمواطن لا ينازعه في ملكيته أحد؟ الأصل أن يكون هذا الإعلام محايدا حتى يكون عموميا أو أن يخصص وإلا فهو فساد، وإلا ماذا يعني الفساد إن لم يكن استخدام العام لخدمة الخاص وهذا هو الحاصل في القسم الأكبر من الإعلام العمومي الذي هو في خدمة مجموعات إيديولوجية إما معادية للثورة وإما معادية ل«النهضة» وحلفائها. هل عتابكم موجه للتلفزة الوطنية أساسا؟ - في مقدمة الفساد هذه المؤسسة الضخمة التي تشغل أكثر من ألف فرد وتستهلك مالا طائلا من أموال الشعب بينما هي ليست في خدمته بل هي في خدمة توجهات إيديولوجية معادية للثورة أو ل«النهضة». أنتم من عيّن الرئيس المدير العام للتلفزة الوطنية فالحكومة مازالت هي التي تتحكم في التعيينات على رأس مؤسسات الإعلام العمومي؟ أنا لا أتكلم باسم الحكومة، أنا أتكلم باسم طرف في الحكومة، وإذا عيّنت هذه الحكومة أناسا غير نهضويين فدليل على أنها لا تهدف إلى السيطرة على الإعلام والدليل أنها عينت محترفين من داخل المؤسسة الإعلامية نفسها ولم تعين نهضويين يدينون لها بالولاء. أليس غريبا أن يأتي هذا الهجوم على الإعلام العمومي بعد ما لوحظ من ودّ وانفراج بعد اجتماعك شخصيا بعدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية ولقاء رئيس الحكومة بمديري الصحف في حفل عشاء على شرفه؟ - ما دام سبب التوتر قائما فمهما وقعت التغطية ومهما اجتمعنا وتعشينا وابتسم بعضنا لبعض فإن المشكل قائم وهو عدم موضوعية الإعلام وعدم حياديته واستهداف مؤسسة عمومية تتصرف في أموال الشعب لطرف شعبي، فمهما ابتسمت في وجهي مادام المخرز يخزني فلا أستطيع أن أمنع هذا الألم، هناك شعور بالقهر عند أغلب الشعب الذي صوت ل«النهضة» وحلفائها ولو دعونا الناس لأن يسحبوا ما يقتطع من أموالهم لفائدة الإذاعة والتلفزة لرأيت مئات الآلاف يستجيبون لكننا لا نفعل ذلك لأننا إن فعلنا فنكون قد أسهمنا في تفقير الميزانية التي نحاول ترقيعها من هنا وهناك لأن الدولة هي التي ستدفع هذا المال، وسؤالنا لماذا تدفع الميزانية العامة مالا يوظف ضد عموم الناس؟ ليس عدلا هذا. أنا لست صوت الحكومة بل أتحدث باسم حركة «النهضة» لأن موقف الحكومة تشترك فيه «النهضة» مع حليفيها. ما موقف حركة «النهضة» من استمرار محاكمة قناة نسمة؟ - نحن عبرنا عن موقفنا وأصدرنا بيانا عارضنا فيه الحكم بالسجن على أي صحفي أو بسبب خطإ مهني في أي وسيلة إعلام، أنا شخصيا رفعت أكثر من عشر قضايا على صحف أجنبية مثل «الدايلي تليغراف» و«الإكسبريس» و«الحياة» و«الشرق الأوسط» وربحت القضايا كلها لأن هذه الصحف اتهمتني اتهامات باطلة وعوّض لي بمال كثير ولكن لا أحد من أولئك الصحفيين سجن ولا أغلقت صحيفته وإنما يقع اعتذار ويتفاوض على التعويض، هذا كل ما في الأمر. أريد العودة إلى ما حدث في جلسة الاثنين 16 أفريل واحتجاجات كتلة «النهضة» على وصف نائب عن «العريضة الشعبية» للحكومة بأنها حكومة الغنوشي، هناك من يصفك بأنك المرشد الأعلى للثورة التونسية ويعتبر مصدر القرار الحقيقي في مونبليزير(حيث مقر «النهضة») لا في القصبة (حيث رئاسة الحكومة) ولا في قرطاج(حيث رئاسة الجمهورية) فما هو موقفك؟ - كل إنسان حرّ في توصيفه للآخرين مادام ذلك الوصف لا يقصد به التحقير ولا التهويل ، الوصف الموضوعي لي هو أني رئيس حزب وإذا كان لي إشعاع يفيض عن ذلك وأوسع من ذلك فذلك فضل من الله ولا يعود لوسائل إعلام أملكها فليس عندي وسائل إعلام أوظفها لتعبيد الناس لشخصي ولم آت على ظهر دبابة، أنا أمثل حزبا نجح بجدارة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بنضاله والتفاف الشعب من حوله. لماذا انزعج نواب «النهضة» من وصف الحكومة بأنها حكومة الغنوشي كل ذلك الانزعاج؟ اعتبروا ذلك افتئاتا (بمعنى كذب وافتراء) على الآخرين وتحقيرا من شركائنا وكأنهم إمّعات لا قيمة لهم ويتلاعب بهم الغنوشي، بينما هم شخصيات كبيرة فلا أحد يمكنه أن يحقر أحد الرئيسين(بن جعفر أو المرزوقي) ولا التكتل والمؤتمر ، هذه سفاهة. ألا تتدخلون في الشأن الحكومي حتى من باب إسداء النصيحة؟ - أنا أمثل الحزب الأكبر في البلد ولذلك وزراؤنا يمثلون حزبهم وهم يعملون على التأثير في سياسات الحكومة لأنهم يطبقون برنامجا، وهذا هو الأمر الطبيعي أن رئيس الحزب يوجه وزراءه. في حوار لجريدة «التونسية» أبدى الشيخ خميس الماجري (من مؤسسي الحركة واستقال منها سنة 2006) لكم كثيرا من الودّ رغم انقطاع صلاته ب«النهضة» وبكم، ولكنه اتهم أعضاء مكتب محلي ل«النهضة» بالتهجم عليه دون مراعاة حرمة المسجد وعزله من إمامة الجمعة (مسجد الهادي التومي بالوردية) وهو ينشد الإنصاف؟ - لا علاقة لي أو ل«النهضة» بهذا الموضوع ، فنحن لسنا ممن يقيم الأئمة أو يعزلهم، هناك وزارة مختصة في هذا الشأن لا تستشير «النهضة» في من تعينهم أو في من تعزلهم وكذلك الشأن بالنسبة إلى باقي الوزراء لا يسألوننا الرأي في من يعيّنون أو يعزلون بداية من اليوم (الخميس تاريخ إجراء هذا الحوار) يحمل القضاة الشارة الحمراء لمدة أسبوع وهي خطوة غير مسبوقة من القضاة للاحتجاج على معالجة الحكومة لملف القضاء. ما هو موقفكم من إصلاح القضاء؟ - القضاء يحتاج إلى تطهير. كيف؟ - ككثير من مؤسسات الدولة التي اشتغلت على الأقل خلال العشرين سنة الأخيرة في إطار المؤسسة الأمنية وبتوجيه منها، فأبواب الإدارة ومفاتيحها كانت بيد المؤسسة الأمنية لا يدخل أحد إلا بموافقتها بعد الفوز ببطاقة الدخول ، وخلال النصف قرن الأخير مرّت كل العائلات السياسية الجادة على مقصلة الأمن ومقصلة القضاء، كل الناس يتحدثون عن الرشاوى في جهاز القضاء كما تحدثوا عن الرشاوى في جهاز الأمن، فأين هؤلاء؟ تطهير القضاء.. مسؤولية من؟ - المجموعة الوطنية كلها يجب أن تعمل على تطهير هذه المؤسسة من المرتشين وممن حكموا في قضايا سياسية وممن حكم بالإعدام وممن نكب البيوت ، هؤلاء ينبغي أن يحاسبوا. نقابة الصحفيين طلبت من وزارة الداخلية قائمة الصحفيين الذين كانوا يتعاملون مع البوليس السياسي ولكن الوزارة رفضت، فكيف يمكن إعداد هذه القائمات السوداء في غياب الدليل المادي؟ - أظن أن هذه مهمة نقابة الصحفيين، فعليها أن تقدم لنا قائمة الصحفيين الفاسدين، فهي تعرف من كان يمدح نظام بن علي، وهؤلاء معروفون بالصوت والصورة ولو أحصينا من في التلفزة الوطنية من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011 كانوا يسبون الثائرين ويحرضون رجال الأمن عليهم ، لوجدنا أنهم بالعشرات ، هؤلاء ضالعون في قتل المتظاهرين فهم شركاء في الجريمة فلماذا يتستر عليهم الآن؟ ينبغي أن يحاسب كل من ساهم في التحريض على الثائرين وعلى المعارضين من مختلف التيارات السياسية؟ لماذا يتمتع هؤلاء بالحصانة إلى اليوم؟ أي مصلحة لقطاع الصحافة بحماية هؤلاء من المحاسبة؟ وكيف يمكن إصلاح القطاع وذات الوجوه القديمة متغلغلة في الجسد الصحفي تنهشه؟ من كان يمكنه قول «لا» زمن بن علي؟ بعضهم يقولون إنهم كانوا ينفّذون التعليمات؟ في الحديث النبوي»من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» فمن لم يكن قادرا على قول كلمة الحق فليتنح» يمشي يبيع الطماطم أو الفلفل أفضل وأشرف له من التحريض على القتل والمس من أعراض الناس". ما تعليقك على قرصنة موقعك الشخصي على الانترنت؟ - لا، لم يقرصن، هذه إشاعة مغرضة ، موقعي محمي حماية جيدة بعد حماية الله. يتردد أن «النهضة» تقف خلف تحريك ملف اليوسفيين لمحاصرة الباجي قائد السبسي؟ هذا شرف لا ندعيه، والشرف ليس في محاصرة السبسي بل في إثارة القضية اليوسفية، نحن لا ندعي احتكار هذا الملف بل ساهمنا مع غيرنا في إحياء هذه المظلمة وكل مظلمة وطالبنا بأن يشمل العفو التشريعي العام كل ضحايا دولة الاستبداد. هل هناك تواصل بينك وبين الباجي قايد السبسي؟ - زارني في بيتي ورحبت به. ثم ماذا؟ - تجاذبنا الحديث حول أوضاع البلاد. ستخففون عنه الحصار بعد زيارته لك في بيتك؟ - نحن لم نحاصره حتى نخفف الحصار عنه، نحن لسنا طرفا في هذا الموضوع. كنت حاورت عبد الفتاح مورو وهو يحاول في كل حواراته تحييدك فلا يذكرك سوى بخير، فلماذا أطرد من حركة «النهضة» وهو أحد مؤسسيها؟ - عبد الفتاح مورو هو أحب إخواني إليّ. هو أيضا قال الكلام نفسه، لماذا لم تدافع عنه؟ - لا أحتاج إلى من يحرضني على ذلك. هل أطرد من الحركة؟ - لا، لم يطرد، عندما سئلت متى سيعود إلى الحركة أجبت ومتى خرج منها ليعود إليها. عبد الفتاح مورو طالب الحركة بالاعتذار عن أخطائها؟ - أخطاؤها؟ تجاه من؟ الاعتذار عن الخطإ فضيلة ولكن ينبغي تحديد ما هو الخطأ وفي حق من؟ الاعتذار عن تصلّب مواقفك وهو ما أدى إلى التصادم مع نظام بن علي والاعتذار عن حادثة «باب سويقة» واستعمال ماء الفرق وسياسة الاستعصاء؟ - نحن الآن نجني ثمرة معارضتنا لبن علي، نحن في السلطة الآن لأننا تصلبنا في مواقفنا ضد نظام الطاغية، والأحزاب التي تصالحت مع بن علي وعاشت في ظله هي الآن جزء من الماضي. في الندوة الصحفية التي عقدتها حركة «النهضة» في 7 فيفري 2011 أشرتم والسيد حمادي الجبالي إلى أخطاء بعض المنتسبين إلى الحركة (حادثة باب سويقة) ألا تشعرون بأن الحركة مدينة بالاعتذار للشعب التونسي؟ - نحن ضحايا العنف ولا يجوز هذا المنطق مع حركة قدمت أكثر من ثلاثين ألف سجين وأكثر من مائة وعشرين شهيدا وآلافا من المغتربين، لا يجوز بعد ذلك أن نأتي لنعلق لها المشانق مجددا ونجرّمها بينما هي ضحية . من الجلاد؟ الشعب التونسي أصدر حكمه، انتخبنا نحن وهو الآن يطار الجلادين الذين حكموا علينا والقضاة الذين أصدروا أحكاما جائرة في حقنا لابد أن يحاسبوا وأن لا يفلتوا من العقاب، والذين جلدونا في السجون فيهم من هو في السجن وآخرون في الانتظار. بعض الناس مصرّون على رفض حكم الشعب وتجريمنا ، بينما الشعب لم يعتبر حركة «النهضة» مجرمة بل أوكل لها أمانة قيادة البلاد. تحدث وزير الفلاحة محمد بن سالم عن دور الرئيس بوتفليقة في حمايته وقد كنتما معا لاجئين في الجزائر حتى لا يتم تسليمكما إلى بن علي، فكيف أفهم موقفكم الذي يساند تسليم البغدادي المحمودي إلى النظام الليبي؟ - الرئيس بوتفليقة صديقي، وكنا نتزاور حين كنا في الجزائر، وتواصلت علاقتنا حتى بعد خروجنا منها، وأتشرف بهذه الصداقة إلا أن الذي تدخل لدى السيد أحمد غزالي –رئيس الحكومة الجزائرية- لمنع تسفيري أنا - ولا أدري بالنسبة للأخ محمد بن سالم - هو الرئيس أحمد بن بلة–رحمه الله- الذي تدخل بقوة وقال لأحمد غزالي «لو كنت نعرف أنو الجزائر باش يحكموها ناس يخضعوا لبن علي ما كناش حررناها البلاد هاذي». والبغدادي المحمودي؟ - القضاء التونسي حكم بتسليمه. فؤاد المبزع (الرئيس المؤقت السابق) حكم بعدم تسليمه؟ - يبقى الحكم بيد القضاء التونسي الذي حكم بتسليمه، إما أن نسلم بسلطة القضاء أو نرفض هذه السلطة. في تقديري ينبغي أن لا يسلم المحمودي إلا بعد الاطمئنان على قيام نظام قضائي عادل وناجز في ليبيا هل هذا متوفر حاليا؟ - في حدود علمي النظام الليبي لا يطلب تسليمه الآن لأنه ليس مطمئنا إلى أن أجهزته قد قامت واستقامت. هل ستترشحون لرئاسة الحركة في مؤتمرها القادم؟ - في آخر مؤتمر للحركة سنة 2005 أعلنت أنها آخر دورة لي وسيبقى المؤتمر بعد ذلك هو المخول لقراءة مصلحة الحركة. هل صحيح أنك المرشح الأول لخلافة القرضاوي على رأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟ - لم نقم بانتخابات، ولعلمك في آخر مؤتمر للاتحاد حضره 600 عالم كان ترتيبي الثالث في لقائه بمديري الصحف كشف حمادي الجبالي عن تقييم دوري لأداء الوزراء ولم يغلق الباب أمام إمكانية تعديل التشكيل الحكومي؟ فما موقفكم في حركة «النهضة» وهل تحاسبون وزراءكم؟ - قطعا ، كيف لا؟ نحن في دورات منتظمة نحاسب وزراء «النهضة» ونحاسب أداء الحكومة هل هو جيد أو غير جيد حتى رفيق عبد السلام؟ - طبعا. مثل الآخرين أو قبلهم؟ - طبعا ، مثل الآخرين ، لا قبلهم ولا بعدهم. منذ دخلت مقر «النهضة» لا أكاد أسمع سوى عبارة «الشيخ» فإذا بلوحة على مكتبك كتب عليها»الأستاذ راشد الغنوشي» فأي اللقبين أحب إليك؟ - لك ان تخاطبني بما تفضله. كيف تختم حوارنا؟ - أريد التأكيد على أن تونس الثورة هي تونس للجميع، صحيح أن تجربتنا الديمقراطية وليدة ونحن في سنة ثانية ديمقراطية ولكن يجب أن نثق في أن هذه الثورة اكبر إنجاز لشعبنا منذ الاستقلال وهذه أمانة في عنقنا جميعا، أمانة عظيمة لابد أن نحفظها حتى لا تفلت هذه الفرصة التاريخية أمام شعبنا ليقود المنطقة العربية بصياغة نموذج ديمقراطي حديث يجتمع فيه ما تفرق بين نخبنا خلال المائة سنة الأخيرة بين الإسلام والحداثة يلتقي فيه في وئام القيم العليا للإسلام مع القيم العليا للحداثة، فما ينبغي أن نهدر هذه الفرصة التاريخية من خلال خلافاتنا التي مهما تضخمت تبقى جزئية تتضاءل أمام الهدف الكبير وهو المسك بهذه الفرصة التاريخية.