كلّنا سمعنا بالتنقيص في شهريات الموظفين والأعوان وقد صرّحوا بهذا دون أيّ استئذان ولم يستعملوا الديمقراطيّة المحنونة لطلب الاذن وهذا أبسط ما كان يمكن فعله والذي زاد الطّين بلّة أن الذين أخذوا ما أرادوا من شهريّة الموظف أو العون بشرونا يبشّرهم بالخير أن هذا الاجراء سيمتدّ على طول أشهر 2018 مقدّر ومكتوب أحبّ من أحب وكره من كره والّي ما عجبوش يشرب من البحر. فبعد أن زادوا في الأسعار ولا خلاوا ولا بقاوا ومشاوونا على الحصحاص طلعوا بطلعة أخرى فأخذوا الّي يظهرلهم من شهرية الموظفين والأعوان وكان من المفروض أن يشاوروا ويناوروا يسألون المعنيين بالأمر في خصوص التنقيص ويطلبون بأسلوب حضاري أن يعينوا الدولة وأن يسعفوا خزينتها بما يقدرون عليه. ما أن ينقصوا من الشهاري وبدون تشاور فهذا غير مقبول وغير معقول ولا حكمة فيه ولا يصدر عن جهة انتخبناها لتحكمنا وتكون رؤوفة بنا ورحيمة بما في جيوبنا والملخّص نتساءل هل حصل مثل هذا الأمر في تاريخنا الطويل في وقت الزعيم بورقيبة وفي وقت بن علي وفي الحكومات المتعاقبة.. نريد أن نعرف هل الموظفون والأعوان سامحوا في الفلوس التي تمّ تنقيصها من الشهاري فالسماح هنا اذا لم يحصل فتلك خيبة المسعى وللحقيقة سألنا عددا من المتضررين فأكدوا أنهم لن يسامحوا ولهم الحق في ذلك لأنّ الاستئذان لم يتحقّق وهذا نوع من الاحتقار والاستهانة والاستقواء ونكتفي بهذا..