الرئيس الشاهد طرح عند توليه وعودا. وعد بمقاومة الفساد؟ وعد بمقاومة التهريب؟ وعد بالقضاء على التجارة الموازية. هنا استوقف رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد لأسأله: كيف تقاوم التجارة الموازية؟ يا سيدي: أين تبحث عنها؟ في أي مكان تريد أن تصطادها؟ فهل هي خفية؟ يا سيدي، لا تغضب إذا قلت لك: أنت يصدق فيك المثل الشعبي القائل (ولدو في حجرو وهو يلوّج عليه). يا سيدي، اعلم يرحمك الله وفتح بصرك وبصيرتك لترى أن التجارة الموازية في (حجرك). إنها في أسواق ودكاكين معروفة ومفتوحة منذ عهد بن علي ومازالت مفتوحة تحت نظرك ونظر كافة أعوانك. إنها في هذا الانتصاب الفوضوي الذي يزداد كل يوم وينبت فوق كل رصيف. يا سيدي، هل تقبل أن أدعوك الى زيارة صفاقس، مثلا؟ في صفاقس باب يسمّيه الاجداد (باب الجبلي الجديد). هذا الباب يا سيدي كان في عهد الحماية، وفي عهد بورڤيبة نظيفا خاليا من سيارات الخاصة. هذا الباب في مدخله وحواليه وعلى أرصفته بدأ الانتصاب الفوضوي الذي أقلق تجار دكاكين المدينة منذ عهد بن علي. هذا الانتصاب الفوضوي في عهد الثورة يمتد ويزحف كل يوم ولا يعرض الا البضاعة التي جاءت عن طريق التجارة الموازية. لا يعرض إلا أردأ ما صنعته المصانع الصينية. هذا المشهد كمثال من أمثلة توجد في كل مدينة هذا المشهد يراه الوالي والمعتمد وأعوانك في مقاومة التجارة الموازية. ومع ذلك لم يوقفوا هذا المشهد، لم يطهّروا المكان من مشهد مزر لا يقبل ولا يشرّف في عهد النظام والنظافة والحضارة والتجارة المدنية. هذا المشهد وأمثاله: لماذا يبقى؟ ألأنك تفتش عنه بعقلية (ولدو في حجرو وهو يلوّج عليه)؟ أم.. ماذا؟ أسأل وأحب أن أفهم.