لئن ركز الملاحظون والاعلاميون انتباههم على الصفقات السياسية والاقتصادية التي ابرمها ماكرون مع الدولة التونسية الا انني ساركز على ما قاله ماكرون وما غفل عنه الغافلون في المسالة التعليمية والثقافية اذ قال بلهجة واثقة جدية ان بلادنا التونسية ستكون خلال السنتين القادمتين قاعدة جديدة لتعليم اللغة الفرنسية ونحن ولئن كنا نطمئن الرئيس الفرنسي بقولنا ان تونس رغم حصولها على استقلالها منذ ما يزيد عن ستة عقود لم تبذل ما يكفي من المجهود لتغليب اللغة العربية على اللغة الفرنسية رغم ان دستورها يقول ان تونس دولة مستقلة ذات سيادة لغتها العربية...لكن لا يختلف اثنان في ان العربية في بلادنا مازالت لغة ضعيفة من حيث الاستعمال اليومي في مختلف دواليبنا ومصالحنا الوطنية ووسائلنا الاعلامية فاننا نقول ايضا ونعترف ان ماكرون ماض وطامع في المزيد من ترسيخ لغة وثقافة في بلاده في بلادنا وغيرها من البلدان العالمية وهذا لعمري عمل يدل بلا شك على اعتزاز ونخوة ماكرون بلغته وثقافته الوطنية الفرنسية ولكم اتمنى ان ارى واسمع رئيسا عربيا يزور فرنسا زيارة رسمية ويقول للفرنسيين في عقر دارهم وبين ظهرانيهم ان فرنسا ستكون خلال السنتين القادمتين قاعدة جديدة لتعليم اللغة العربية وانني اتساءل بعد هذه الأمنية الخيالية كيف سيتقبل الفرنسيون هذا الكلام وكيف ستكون فيهم ردة فعل وسائل الأعلام؟ ولا اظن على كل حال انهم سيمرون على ذلك التصريح ان وقع وحصل كما مرت عليها وسائل اعلامنا ومثقفونا مرور الكرام وهم يدعون يصرخون ويصدعون رؤوسنا كل يوم بانهم يعملون ويسعون على حفظ اللغة العربية لغة القران ولكننا لم نر منهم عمليا مع الأسف الا النوم والغفلة والنسيان ورحم الله شاعرنا الشابي عندما قال منبها الغافلين النائمين بهذه الكلمات ومن نام لم تنتظره الحياة