كلمة حق اريد ان اقولها في ذكرى وفاة كوكب الشرق ام كلثوم ونحن نعيش اليوم اتعس ايام الفن و الغناء والطرب في تاريخ امة العرب لقد كان لام كلثوم رحمها الله فضل كبير على جيل القرن الماضي فبفضلها عرف ذلك الجيل وحفظ وتمتع باشهر واوروع القصائد العربية فمن من ذلك الجيل الماضي لم يعرف ولم يحفظ ولو شيئا قليلا من قصيد ابي فراس الحمداني(اراك عصي الدمع شيمتك الصبر اما للهوى نهي عليك ولا امر...)؟ ولعل اروع ما قاله ابو فراس في هذا القصيد وما يتذكره الأوفياء كلما صادفوا في طريقهم بعض من يخالفون الوعد بعد ان اقسموا على حفظه بالقسم البليغ واليمين الشديد(وفيت وفي بعض الوفاء مذلة لفاتنة في الحي شيمتها الغدر) ومن من ابناء الجيل الماضي لا يتذكراذا نفذ ما عنده من وسع البال وطول الصبر ام كلثوم وهي تتغنى وتشدو بقول ابي فراس(معللتي بالوصل والموت دونه اذا مت ضمانا فلا نزل القطر)؟ وما زلت اذكر الى اليوم ذلك البيت العظيم الذي تغنت به ام كلثوم في اغنيتها المشهورة (سلوا قلبي ) للشاعر الكبير احمد شوقي رحمه الله والذي ذكره وشرحه لنا في سنة من سنوات دراستنا في معهد بن شرف استاذ التفكيرالاسلامي (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) ومن من المظلومين في ذلك الجيل الجميل لم يتذكر ولم يتغن بما تغنت به ام كلثوم في اغنيتها الرائعة الاطلال وهي تقول(اعطني حريتي اطلق يدي انني اعطيت ما استبقيت شيئا اه من قيدك ادمى معصمي لم ابقيه ولم يبق علي ما احتفاظي بعهود لم تصنها ولماذا الأسر والدنيا لدي) رحم الله ام كلثوم فقد نشرت وعرفت بارقى القصائد العربية التي لولاها لكانت على مر الأجيال نسيا ومنسيا واني اتساءل في اخر هذه اليومية ماذا سيترك بعدها فنانو هذه الجيل الجديد من شيء نافع مفيد؟ انني متيقن تمام اليقين انه لا احد من بعد وفاتهم سيذكرهم بكلمة واحدة طيبة جميلة وانما سيقول فيهم المنصفون انهم اضاعوا اوقات الناس وشغلوهم بفن تافه اقل ما يقال فيه انه من نوع هزيل مهين او بعبارة اخرى(صبعين والحق الطين) او بعبارة تشبهها يقولها التونسيون اذا تفطنوا لمن يخدعون الناس ويحاولون كاذبين الظهور بمظهر العباقرة والموهوبين في كل وقت وفي كل مقام(سود وجهك ولي فحام)